أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والستون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : 4 ـ تجليات خلق المراقبة: المراقبة درجة من درجات الإحسان، والإحسان كما جاء في الحديث النبوي: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك“. وكي يصل المرء إلى مقام الإحسان لابد من تحقيق المراقبة، وهذه الأخيرة هي التي تعينه على استحضار عظمة الله عز وجل والحياء منه ثم المسارعة إلى طاعته والابتعاد عن معاصيه. قال أبو حامد الغزالي: “ولن تصل أيها الطالب إلى القيام بأوامر الله تعالى إلا بمراقبة قلبك وجوارحك في لحظاتك وأنفاسك حين تصبح إلى أن تمسي. فاعلم أن الله تعالى مطلع على ضميرك ومشرف على ظاهرك وباطنك ومحيط بجميع لحظاتك… وخطواتك …. وسائر سكناتك … وحركاتك وأنك في مخالطتك وخلواتك متردد بين يديه، فلا يسكن في الملك ساكن ولا يتحرك متحرك إلا وجبار السماوات والأرض مطلع عليه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم السر وأخفى، فتأدب أيها المسكين ظاهرا وباطنا بين يدي الله تعالى تأدب العبد الذليل المذنب في حضرة الملك الجبار القهار” قال ابن القيم:” هي التعبد باسمه الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع البصير، فمن عقل هذه الأسماء، وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة والله أعلم”. قال أبو حفص لإبن عثمان النيسابوري: إذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك” المراقبة لله تعالى والحياء منه سبحانه أن لا يراه حيث نهاه، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى والاستغراق في تعظيمه وتقديسه أكبر معد النفوس ومؤهل لها لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا، وسعادتها في الآخرة. قال محمد رشيد رضا: “وكما تؤهل هذه المراقبة النفوس المتحلية بها لسعادة الآخرة تؤهلها لسعادة الدنيا أيضا؛ انظر هل يقوم من تلابس هذه المراقبة قلبه على غش الناس ومخادعتهم؟ هل يسهل عليه أن يراه الله آكلا لأموالهم بالباطل؟ هل يحتال على الله تعالى في منع الزكاة وهدم هذا الركن الركين من أركان ډينه؟ هل يحتال على أكل الربا؟ هل يقترف المنكرات جهارا؟ هل يجترح السيئات ويسدل بينه وبين الله ستارا؟ كلا؛ إن صاحب هذه المراقبة لا يسترسل في المنكرات”. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته