أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والستون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *خلق المراقبة بين المبدأ والتطبيق :3 – القرآن و التربية على مبدأ المراقبة: تدبر كتاب الله عز وجل والوقوف عند الآيات التي تشير إلى علم الله عز وجل الذي أحاط بكل شيء، ثم التفكر في قدرة الله عز وجل وعظمته قصد الإنابة إليه والتمسك بشرعه، يربي النفس على التخلق بخلق المراقبة الذي يردع النفس عن غيها ويحررها من هواها ويحميها من نزغات الشيطان. قال تعالى: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾(الطلاق ـ 12).إن الله عز وجل عظيم … قدير… أحاط بكل شيء علما. يعلم أحوال الأمم التي عاشت في سالف الأيام، والأحداث التي وقعت في غابر الأزمان يعلم الأحداث والأزمات التي تقع في العصر الحاضر، يعلم حقائقها وتفاصيلها، لا يعزب شيء من ذلك عن علمه في مشارق الأرض ولا في مغاربها. يعلم ما سيقع في مستقبل الأيام وكذا أحوال الناس الذين لم يولدوا بعد: جنسياتهم، صفاتهم، طبائعهم وعقائدهم و كل ما يتعلق بأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية، وحتى الأحداث التي لم تقع لو أنها وقعت فإن الله يعلم كيف ستكون، قال تعالى في شأن أهل النار: (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).(الأنعام 27 ـ 28) وقال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (الأنعام ـ 59) هناك أمور غيبية وأشياء خفية لا يعلمها إلا الله عز وجل، فلا يطلع عليها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذه الأمور الخفية ذكرها الله تعالى في سورة لقمان حيث يقول جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًاۖوَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان ـ 34 ) ولو حاول كل الخلائق إنسهم وجنهم فسخروا كل إمكانياتهم وقدراتهم وحاولوا الاطلاع على هذه الأمور والكشف عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولذهبت كل جهودهم سدى. إن الذي يعلم هذه الأمور الخفية يعلم أيضا كل ما في البر والبحر يعلم المخلوقات والموجودات والجمادات والنباتات، يعلم الحركات والسكنات، وحتى الأشياء الدقيقة التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة فإن الله يراها ويعلمها ولو وجدت في ظلمات الأرض والبحر، قال تعالى: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) (آل عمرن الاية5). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته