أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والستون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *خلق المراقبة بين المبدأ والتطبيق :2 – المواطن التي تكون فيها المراقبة: والمراقبة التي تؤثر في تقويم سلوك المرء وتحسين أخلاقه وتقوية صلته بربه تكون في ثلاثة مواطن: قال الحارث بن أسد المحاسبي: “والمراقبة في ثلاثة أشياء: مراقبة الله في طاعته بالعمل، ومراقبة الله في معصيته بالترك، ومراقبة الله في الهم والخواطر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). ومراقبة القلب لله عز وجل أشد تعبا على البدن من مكابدة قيام الليل وصيام النهار وإنفاق المال في سبيل الله”5 الموطن الأول: مراقبة الله عز وجل في الطاعات استشعار العبد بأن الله يراه ويراقبه عند أدائه للواجبات وقيامه بالطاعات يجعله حريصا على الاجتهاد في أعماله وتحري الإخلاص فيها سعيا إلى رضا الله عز وجل. الموطن الثاني: مراقبة الله في المعاصي : مراقبة الله تعالى والخوف من عذابه وبطشه هو الذي يجعل العبد يحجم عن المعصية ويتراجع عن فعل المنكر، وبذلك تكون المراقبة في هذا الموطن أشبه بالناصح الأمين الذي ينبه من المعصية ويحذر من مغبة ارتكابها، فيردع ويزجر بقوة فيحول دون ارتكاب المعصية واقتراف الخطيئة. الموطن الثالث: مراقبة الله في الأفكار والنيات إن الله عز وجل قريب من عباده، يعلم نواياهم وما تكن صدورهم ويعلم حتى الأفكار والخواطر التي تراودهم، يعلم كل ذلك جملة وتفصيلا، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} (قـ 16) وقال أيضا: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (البقرة ـ 284) لذلك فإن المؤمن الصادق يعمل على تصحيح نيته ويجاهد نفسه كي يتخلص من كل النوايا الفاسدة عند كل عمل صالح يريد القيام به. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته