أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والستون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *خلق المراقبة بين المبدأ والتطبيق : إذا كان جزاء الإنسان المتقاعس في عمله والمتنصل من مهمته في القوانين الوضعية هو معاقبته بأساليب ترده عن غيه وتقوم سلوكه كالسجن والغرامة، فإن الشريعة الإسلامية تقرر، إضافة إلى المساءلة والمحاسبة في الدنيا بما يردع المذنب، العقاب الأخروي حيث يحاسب الإنسان عن أفعاله وأقواله وتصرفاته ويسأل عن المسؤوليات التي كلف بها. فعلم الإنسان بأن الله مطلع عليه، يرى حركاته وسكناته ويعلم ما يخفي صدره وما توسوس به نفسه، كل ذلك يربي فيه خلق المراقبة الذي يجعله دائم الاتصال بالله عز وجل، حريصا كل الحرص على الامتثال لشرعه والخضوع لأمره والسعي إلى مرضاته. وهذا يوضح بجلاء أن الانحرافات التي نراها في حياتنا والتصرفات المشينة السائدة في مجتمعاتنا هي نتيجة لغياب خلق المراقبة. كما أن الاستهتار بالمسؤولية وسوء التدبير وغياب الجدية وعدم التفاني في العمل في كثير من المجالات هو ثمرة مرة لعدم التخلق بخلق المراقبة. فكيف يمكن أن نوطن النفس على هذا الخلق لإعداد الفرد الصالح؟ وكيف يمكن أن نجعل من المراقبة حصنا يحمي المجتمع من تفشي الاستهتار وغياب المسؤولية؟ 1- حقيقة المراقبة: “المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهمم إليه؛ فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره، يقال إنه يراقب فلانا ويراعي جانبه، ويعني بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب” قال ابن القيم: «المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه؛ فاستدامته لهذا العلم واليقين به هي المراقبة، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع عليه كل وقت وكل لحظة” وفي موضع آخر يقول رحمه الله مبينا مكانة المراقبة ” فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها وعمودها الذي قيامها به، ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصول أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة هي قوله في الإحسان: “أن تعبد الله كأنك تراه“ قال الإمام القشيري: “المراقبة علم العبد باطلاع الرب سبحانه وتعالى عليه واستدامته لهذا العلم مراقبة لربه وهذا أصل كل خير له. ولا يكاد يصل إلى هذه الرتبة إلا بعد فراغه من المحاسبة فإذا حاسب نفسه على ما سلف وأصلح حاله في الوقت ولازم طريق الحق وأحسن بينه وبين الله تعالى مراعاة القلب وحفظ مع الله تعالى الأنفاس راقب الله تعالى في عموم أحواله فيعلم أنه سبحانه عليه رقيب ومن قلبه قريب يعلم أحواله ويرى أفعاله ويسمع أقواله” إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته