أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والستون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مقام المراقبة : والمرتبة الرابعة وهي مراقبة لا تتعلق بالطاعات فقط، وإنما في أغلب الأحوال والأوقات وفي كل الأعمال واللحظات والخطرات؛ لأنه محال أن تراه وتشهد معه غيره وهي مرتبة خاصة جداً وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم للإحسان معنى دوام المراقبة لله فى الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة فقال أبو هريرة رضى الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً يوما للناس فأتاه جبريل فقال : ما الإحسان؟ قال: أن تعبد اللَّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ويؤكد السراج الطوسي أن معنى الإحسان الوارد فى الحديث هو المعنى عند أهل الله الصوفية وأن معنى قوله : أن تعبد اللَّه كأنك تراه يكون بدوام المراقبة والمشاهدة بالإيمان واليقين ويشير السراج الطوسى إلى أنه من أعظم النعم التى أختص بها أهل الله دوام المراقبة وهى التحقق بمقام الإحسان قال تعالى "وهو معكم أينما كنتم" (الحديد : 4) وهو المسمّى عند أهل الله مقام المراقبة وهو دون مقام الشهود وهو مقام يكون فيه العبد بحسب استعداده من حيث قوّة شعوره ورقّة وجدانه والله يتقرّب من عبده بحسب منزلته. • وأهل الله مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب للحفظ في حركات الظواهر فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته والمراقبة عندهم هي التعبد بأسمائه "الرقيب – الحفيظ – العليم- السميع- البصير " فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها: حصلت له المراقبة. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الإيمان ووجد حلاوته فذكر الذوق والوجد وعلقه بالإيمان. فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولا" وللوصول إلى مقام المراقبة لابد من توفر عاملين أساسيين هما دوام المجاهدة من جهة والسلوك على يد شيخ مرشد من جهة أخرى وهو ما يسميه أهل الله بالصحبة التي هي عماد ومحور المراقبة والتزكية والسلوك الحق ولذلك قالوا ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح؛ لأن النفس بطبيعتها السيئة تعرف كيف تتخلص وتراوغ وتبرر لمن يريد مراقبتها لوحده. من ثمار مقام المراقبة الخوف والحياء من الله تعالى ثم محاسبة النفس على تقصيرها ثم اشتعال جذوة الفكر في القلب؛ لأن المراقبة باب التفكر وهو تردد القلب بالنظر للاستدلال والاعتبار والاتعاظ وأعلى ثمار مقام المراقبة الوصول إلى مقامي المشاهدة والقرب. [الأنترنت – موقع في رحاب أهل الله ..مقام المراقبة بقلم/ عارف الدوش ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته