أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والستون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مقام المراقبة : • المراقبة أساس للسلوك السوي الحق وتعبير عن استقامة خُلقية نفسية ومعنوية فلا يفلح من لم يراقب تصرفاته وأفعاله ولا يصل الى مبتغاه إلا من يقوم بمراقبة سلوكه وقلبه وعاتب نفسه على تقصيرها وأول رتبة في القرب من الله وهي القرب من طاعته والالتزام في جميع الأوقات والأحوال بعبادته فقرب العبد من الله أولاً بإيمانه وتصديقه ثم قربه بإحسانه وتحقيقه وقرب الحق سبحانه وتعالى في الحياة الدنيا بالعرفان وفي الآخرة كرم الشهود والعيان ولا يكون قرب العبد من الحق إلا ببعد قلبه عن الخلق وهذه من صفات القلوب دون أحكام الظواهر والكون وقرب الحق سبحانه وتعالى يكون بالعلم والقدرة وهو أمر عام للكافة وباللطف والنصرة وهو أمر خاص بالمؤمنين وبالأنس وهذا خاص بالأولياء المقربين قال الله تعالى " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "(ق: 16 ) وقال تعالى \\\"ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون "(الواقعة: 85 ) وقال تعالى "وهو معكم أينما كنتم"(الحديد:4) وقال تعالى "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم"(المجادلة:7) وقال النبي صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن الحق سبحانه"إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة\\\" رواه البخاري و" يقول الله تعالى في حديثه القدسي " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته. " وَيُرْوَى عنْ عُمَرَ بنِ الْخَطّابِ قَالَ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا" فالمراقبة أساس المحاسبة والمحاسبة أساس التزكية والتزكية أساس السلوك والإحسان. • ومقام المراقبة مقام جليل فمن شهد أن ربّ العزّة والجلال مطلع عليه ناظر إليه فإنه لن يفعل إلا ما كان طيباً وحسناً وسيستحي أن يرتكب الخطأ والعيب تحت نظر سيده ومولاه فإن الحياء لا يكون شعبة من الإيمان إذا كان حياء من الناس، بل إذا كان حياءً من الله الذي يراقب كل شيء ولا يخفى عليه شيء. وللمراقبة مراتب : أولها مراقبة النفس في الأعمال والأفعال حتى ينهاها صاحبها عن المعاصي ويأمرها بأفعال البر والخير. و المرتبة الثانية مراقبة القلب في استحضار النية الصادقة والخالصة لله تعالى في كل فعل وعمل كي لا يدخل عليه الشرك الخفي من أبواب الرياء والسمعة والشهرة " قال تعالى" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى"( العلق 14) أما المرتبة الثالثة فهي مراقبة السر وهي ألا يلتفت العابد في عبادته إلى ما يلهيه عن مقصوده ولا يشتغل باطنه بما يشغله عن مشاهدة معبوده وهو ما يشار إليه بمقام المراقبة وهي معنى قوله صلى الله عليه وسلم" أن تعبد الله كأنك تراه\\\" وهي مرتبة خواص الخواص. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته