أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والخمسون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *مراقبة الله في السر : ومراقبة الله في السر توجب للعبد الإخلاص والخلاص من الكبائر كما ورد في الحديث: (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله). متفق عليه. والنصح في العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى). متفق عليه. وتورث القلب خشية وخشوعا وبكاء كما في الحديث: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه). ومن قدر على معصية الله في سره ثم راقب الله فتركها خوفا من الله له ثواب عظيم وينفرج همه وينفس كربه كما في قصة الرجل الذي خلا بابنة عمه وتمكن منها ثم قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقام وتركها وترك المال الذي أرادته خوفا من الله تعالى . ومن راقب الله في السر حسن عمله وعظم يقينه ووجد حلاوة الإيمان واطمأن قلبه وقذف الله نورا في قلبه وضياء في وجهه ووجد سعة في رزقه وبركة في أهله وألفة ومحبة فيما بينه وبين الخلق وانعكس ذلك على حياته بالتوفيق والرضا والسعادة. وعبادة السر من أجل الطاعات لأنها مبنية على حسن المراقبة لله والإخلاص المحض واليقين التام وعدم التفات القلب للمخلوقين وثوابهم ولذلك أثنى الله عز وجل على صدقة السر فقال: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). وجاء في السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلّه: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه). ونص أهل العلم على أن صدقة السر أفضل من صدقة العلانية وفي سنن الترمذي: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة). وهذا يدل على أن الإسرار بقراءة القرآن أفضل من الجهر به. ولذلك كان السلف الصالح يستحبون أن يكون للرجل عمل صالح يخفيه عن سائر الخلق ويستحبون إخفاء النوافل من صوم وقيام وتلاوة ودعاء. قال الزبير بن العوام رضي الله عنه: (اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ). وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله ويخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. وقال محمد بن واسع: (لقد أدركت رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته ولقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جانبه). وفي المقابل من أخفى الكفر والبدع في السر مخادعة لله ولم يراقبه فقد توعده الله بالإثم العظيم والعذاب الأكيد في الآخرة وقد ذم الله المنافقين وعاب عليهم هذا المسلك بقوله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ). وقد سلكوا هذا لسوء ظنهم بالله واعتقادهم أن الله لا يطلع على سرائرهم ويخفى عليه حالهم. قال تعالى: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وذالكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته