أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والخمسون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والخمسون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *مراقبة الله تعالى في جميع شؤون الحياة : ** وإذا كانت "المراقبة" دعوى بلا حقيقة فإن ذلك يعني وجود بشر بقلوب شياطين .**مراقبة الله، ليست قيد تضييق و تعذيب للحرية! ..بل هي سعة راحة و سكون؟ تأتي مراقبة.. تأتي لتكون ذلك السياج المنيع وتلك البوصلة موجهة للفرد المسلم وسلوكه ليتجنب الوقوع فيما يتعارض مع هويته فهو أولاً وآخراً عبداً لله خاضعاً لأوامره مفتقراً إليه ثم تكون معيناً وحافزاً له لتزداد ( فاعليته ) في هذه الحياة فلا يصرف طاقته وعمله وإنجازاته إلا فيما يرضي ربه فتكون سبباً في عمارة الأرض وقياماً بواجب الخلافة التي أمر الله عز وجل بها ،كما أنه من خلالها - أي المراقبة لله - تسموعلاقاته بمن حوله وتطهر فيكون ( الحب ) طريقاً للنجاح والفلاح لا سبيل للردى والهلكة . . كل المصائب والجرائم والتعدي على الناس وعلى أموالهم وحقوقهم سوف تختفي وتزول ولا يبقى لها أثر... إذا زرعت ( مراقبة الله ) في النفوس... *تغييب المراقبة من حياتنا وواقعنا وتربيتنا : لقد أفلحنا في بعض البيئات أن نصنع شخصيات تتسم بالنفاق نتيجة القسوة _في التربية الدينية_ وكأن الناس متعبدون لنا ، وركبنا الصعب وكلفنا أنفسنا والناس مالا نطيق؛ فمن سوء ذلك تغييبنا لعبادة المراقبة في حياة الناس ، والتكريس لمعاني الرياء . وإن الأمن الذي يفرض بقوة العساكر، أو دقة المراقبة، أو دوام المتابعة؛ أمن هش ضعيف مهما بلغت أسبابه؛ لأنه لا يمكن أن يراقب كل أحد، ولا أن يتابع كل شخص، ولا أن يعرف ما في خفايا القلوب وطوايا النفوس، لكن الأمن الحقيقي هو الذي ينبع من داخل النفس، ويردع صاحبه عن المحرمات والمنكرات، والعدوان على الحرمات، ويدفعه إلى القيام بالواجبات وأداء المهمات، والمسارعة إلى الخيرات. هذا الإيمان هو مملكة الضمير الحية التي عندما غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في أمته وأصحابه لم يكن في ذلك المجتمع من المفاسد والمنكرات والجرائم إلا ما يعد على أصابع اليد أو اليدين؛ دون أن يكون في زمانه عليه الصلاة والسلام بطاقات ممغنطة، أو كاميرات تصوير، أو شرطة تجوب الشوارع والطرقات، ولا شيء من ذلك، ومع ذلك ما هي الجرائم التي وقعت؟ وما هي الاعتداءات التي تحققت؟ كيف اكتشف؟ عندما وقعت بعض هذه المحرمات والفواحش هل اكتشفتها المتابعات الأمنية، أو توصلت إليها الأدلة الجنائية، أم أن الذي أخرجها إلى حيز الوجود الحس الإيماني، واليقظة الشعورية، والمراقبة لله عز وجل، والخوف منه سبحانه وتعالى؟ نحن نقول: عمقوا الإيمان في النفوس حتى يشيع الأمن في المجتمع، وتشيع الرحمة، وينتشر الخير، ويعم السلام الحقيقي، لا السلام المفروض بقوة الأسلحة وبكثرة الشرط. [ الأنترنت – موقع مدونة المنبر الحر - وهو معكم أينما كنتم - محمد بن عبد الرحيم] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته