أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والخمسون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *وهو معكم أينما كنتم : قال بن القيم رحمه الله : }المراقبة من منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .. وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.. فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة .. وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..رقيب عليه ..ناظر إليه ..سامع لقوله .. مطلع على عمله ..ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه .. - قال أحدهم : والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه - وسئل الحارث المحاسِبي عن المراقبة فقال: علم القلب بقرب الله تعالى(). - قال تعالى : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين } . - وقال تعالى: { وهو معكم أينما كنتم } . - وقال تعالى : { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء } . - قال تعالى : (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61]. - وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام المشهور لما سأله عن الإحسان قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فمن شق عليه أن يعبد الله كأنه يراه، فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه فيستحي من نظر الله إليه، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه. - وقال ابن الجوزي رحمه الله: الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد. لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه. فأمر بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له. فقلوب الجهال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر لكفُّوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفوا عن الانبساط والمفهوم الشامل للمراقبة : أن نستحضر صفات الله سبحانه كاملة على الدوام في جميع أحوالنا ، فنستشعر في كل حال مايناسبهامن الصفات ؛ لا أن نختزل المراقبة في صفات الجزاء والثواب ؛ وهذا جزء من معنى حديث جبريل عليه السلام عن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). أما إختزالها في صفات الجزاء والثواب فإنما هو محاسبة وليس مراقبة . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته