أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والخمسون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * كيف تراقب الله؟: - والملائكة تثبت المؤمنين وهي جند من جنود الله.. قال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال/ 12). قيل: كان هذا يوم بدر، وإنَّ الملائكة قاتَلتْ ذلك اليوم، فَكانُ المسلمون يَرَوْنَ رُؤسًا تَنْدُر عَن الأعْناق مِنْ غَيْر ضَارب يَرَوْنهُ. - تستقبل المؤمنين بالبشارة يوم القيامة وعلى أبواب الجنة: كما قال تعالى: (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء/ 103)، فتبشرهم يوم معادهم إذا خرجوا من قبورهم أن أملوا ما يسركم، وتستقبلهم على أبواب الجنة يهنئونهم بالفوز العظيم. [الأنترنت – موقع البلاغ - الصلة بين العباد وملائكة الرحمن - إيمان مغازي الشرقاوي ] *{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } يخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأن علمه محيط بجميع أموره، حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفسه من الخير والشر، وقد ثبت في الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (إن اللّه تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل) ، وقوله عزَّ وجلَّ: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} يعني ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه، ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد، وهما منفيان بالإجماع تعالى اللّه وتقدس، ولكن اللفظ لا يقتضيه فإنه لم يقل: وأنا أقرب إليه من حبل الوريد، وإنما قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} كما قال في المختصر {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} يعني ملائكته، فالملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه، بإقدار اللّه جلَّ وعلا لهم على ذلك، فللملَك لَّمة من الإنسان كما أن للشيطان لمة، ولهذا قال تعالى ههنا {إذ يتلقى الملتقيان} يعني الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان {عن اليمين وعن الشمال قعيد} أي مترصد، {ما يلفظ} أي ابن آدم {من قول} أي ما يتكلم بكلمة {إلا لديه رقيب عتيد} أي إلا ولها من يرقبها، معد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} وقد اختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام وهو قول الحسن وقتادة ، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب وهو قول ابن عباس على قولين: وظاهر الآية الأول لعموم قوله تبارك وتعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. وقد روى الإمام أحمد، عن بلال بن الحارث المزني رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه عزَّ وجلَّ له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللّه تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه) ""رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة""فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث، إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته