أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * كيف تراقب الله؟: أ- أن تنظر قبل العمل وأثناءه : للمراقب أن ينظر قبل العمل الى همه وحركته أهي لله خاصة أو لهوى النفس و الحق، فإن كان لله تعالى أمضاه، وإن كان لغير الله استحيا من الله، وانكف عنه، ثم لام نفسه على رغبته فيه، وهمه به، وميله إليه، وعرّفها سوء فِعْلها، وأنها عدوّة نفسها" . ب- أن تراقب الله قبل الهم بالمعصية فتكفّ عنها : إن العبد مأمور بأن يعلم أن الله يراه، فإذا هم بمعصية وعلم أن الله يراه، ويبصرُه على أي حالة كان، وأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور كفَّ عن المعصية ورجع عنها" . ج- أن تراقب الله بعد الوقوع في المعاصي بالتوبة: قال ابن القيم: "ومراقبته في المعصية تكون بالتوبة والندم والإقلاع" . د- مراقبته في المباحات بشكره سبحانه على نعمه : قال ابن القيم في مدارج السالكين : "ومراقبته في المباح تكون بمراعاة الأدب، والشكر على النعم، فإنه لا يخلو العبد من نعمة لا بد له من الشكر عليها". [ الأنترنت - موقع نافذة مصر - مراقبة الله - محمد أبوغدير] *الصلة بين العباد وملائكة الرحمن (وإنّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ * كِراماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار) إن الصلة بين بني آدم وبين الملائكة قائمة منذ زمن بعيد لا يعلم مقداره إلا الله عزّوجلّ، لكن الحكاية تبدأ عند خلق أبينا آدم عليه السلام، إذ أكرمه الله تعالى وخلقه ونفخ فيه من روحه، حتى إذا ما صار بشراً سوياً تدب فيه الحياة أسجد له ملائكته الأطهار، سجود تكريم وتعظيم وإكبار. قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة/ 34)، سجدوا سجود خضوع وتواضع وائتمام، وقد علمت الملائكة أن آدم مخلوق مكرم ومقرب، إذ صار بفضل الله وعاء للعلم الذي خصه به وعلمه إياه كما قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة/ 31)، وهذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كلّ شيء دونهم، وكان ذلك بعد سجودهم له.. وهنا ينبغي أن يكون لنا وقفة متأنية لنرى أثراً عظيماً من آثار العلم حين يمنّ الله تعالى به على العباد، فقد كرم آدم به وقربه إليه، مع الفارق الكبير بين النور الملائكي والطين الآدمي، كرمه ورفعه رغم الاختلاف في أصل الخلقة.. وهنا يظهر فضل العلم وحامله مهما كان مستواه المادي أو الاجتماعي، ومهما كان شكله أو لونه أو جنسه أو موطنه أو لسانه، وأن العلم النافع منه للبشرية قد يفضل العبادة ويسبقها، فهو يدعو إلى العمل وإلى العبادة معاً، بل قد يترقى العلم ليصل إلى منزلتها أو يسبق درجتها، حيث يتعدى نفعه شخص صاحبه المتعلم إلى غيره، بخلاف نفع العابد بعبادته المقصور عليه وحده إذ ما يقع غالباً في العزلة عمن حوله.. والعبادة عمل وسرّ بين العبد وربه، وهي لا تمنع من تعلم العلم، بل إنها تدعو إليه إن فهم المرء معناها الحقيقي، ولا عبادة مع الجهل، ولا تصح بغير علم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته