أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * منزلة المراقبة : المراقبة أساس الأعمال القلبية كلها، وهي عمودها الذي قيامها به، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة في الحديث السابق في الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه» فهذا جامع لمقام الإسلام والإيمان والإحسان، «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» ومن أهل العلم من يقول: "إنها مرتبة واحدة، أن تستشعر هذا المعنى أن تعبد الله كأنك تراه، وعليك أن تعلم أنك إن لم تكن تراه فإن الله يراك فهي مرتبة واحدة". ومن أهل العلم من يقول هما مرتبتان : الأولى: أن تعبده كأنك تراه، وهي الأعلى، فإذا لم يستطع العبد أن يحصل ذلك فإنه ينحط إلى المرتبة التي بعدها من مرتبتي الإحسان، وهو أن يستشعر أن الله يراه، وهذا هو اختيار الحافظ ابن القيم رحمه الله، فيعلم أن الله عز وجل مشاهد له مطلع عليه في ظاهره وباطنه وإذا تحقق العبد من هذا لم يكن التفاته إلى المخلوقين فيتزين لهم ويتصنع، ويكون محافظاً على حدود الله عز وجل في الجلوة، ويكون منتهكاً لحرماته في الخلوة، فإن هذا لم يراقبه. وكثيراً أيها الأحبة لا يكاد يخلو يوم من سؤال يكتبه صاحبه برسالة يبعث بها يسأل عن عمل يستحي أن يسأل عنه مباشرة، وهذا من العجب يستحي أن يسأل مخلوقاً ضعيفاً لا يعرفه ومع ذلك يفعل ذلك والله تبارك وتعالى يراه ويطلع عليه والملك يشاهده ويكتب عمله، وقد قال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري رحمه الله: "إذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك"[ الأنترنت – موقع طريق افسلام – د خالد السبت - مراقبة الله ] *الأثر الإيماني للمراقبة : 1 – استغلال الوقت بما ينفع من خير الدين والدنيا لأنك موقن بنظر الله لك فكيف تضيع وقتك فيما لا نفع فيه ولو فكرنا قليلاً في هذا الأمر لتبين لنا سبباً من أسباب علو الهمة ألا وهو: مراقبة الله – تعالى -فالمؤمن كلما علم بذلك وأيقن برؤية الله له فإنه لابد أن يجاهد نفسه على عمارة الوقت بالأعمال الصالحة . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته