أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *فضيلة المراقبة: أما الفضيلة فقد سأل جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه حديث متفق عليه من حديث أبى هريرة ورواه مسلم من حديث عمر وقد تقدم وقال عليه السلام (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وقد قال تعالى: { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} وقال تعالى: { ألم يعلم بأن الله يرى } ، وقال الله تعالى: { إن الله كان عليكم رقيبا } وقال تعالى: { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون } وقال ابن المبارك لرجل راقب الله تعالى فسأله عن تفسيره فقال : كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل ، وقال عبد الواحد بن زيد : إذا كان سيدي رقيبا على فلا أبالى بغيره وقال أبو عثمان المغربي : أفضل ما يلزم الإنسان نفسه في هذه الطريقة المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم ، وقال ابن عطاء : أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات ، وقال الجريري : أمرنا هذا مبنى على أصلين أن تلزم نفسك المراقبة لله عز وجل ويكون العلم على ظاهرك قائما ، وقال أبو عثمان : قال لي أبو حفص إذا جلست للناس فكن واعظا لنفسك وقلبك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك ، وقال رجل للجنيد : بم أستعين على غض البصر ؟ فقال بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه وقال الجنيد : إنما يتحقق بالمراقبة من يخاف على فوت حظه من ربه عز وجل ، وعن مالك بن دينار قال : جنات عدن من جنات الفردوس وفيها حور خلقن من ورد الجنة . قيل له ومن يسكنها ؟ قال : يقول الله عز وجل وإنما يسكن جنات عدن الذين إذا هموا بالمعاصي ذكروا عظمتي فراقبوني والذين انثنت أصلابهم من خشيتي وعزتي وجلالى إنى لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من مخافتي صرفت عنهم العذاب وسئل المحاسبي عن المراقبة فقال : أولها علم القلب بقرب الله تعالى ، وقال المرتعش : المراقبة مراعاة السر بملاحظة الغيب مع كل لحظة ولفظة ، ويروى أن الله تعالى قال لملائكته : أنتم موكلون بالظاهر وأنا الرقيب على الباطن ، وقال محمد بن علي الترمذي : اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمة عنك واجعل طاعتك لمن لا تستغنى عنه واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه ، وقال سهل : لم يتزين القلب بشىء أفضل ولا أشرف من علم العبد بأن الله شاهده حيث كان وسئل بعضهم عن قوله تعالى: "رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه" فقال معناه ذلك لمن راقب ربه عز وجل وحاسب نفسه وتزود لمعاده وسئل ذو النون بم ينال العبد الجنة فقال بخمس استقامة ليس فيها روغان واجتهاد ليس معه سهوومراقبة الله تعالى في السر والعلانية وانتظار الموت بالتأهب له ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب وقد قيل إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب وأن غدا إذا للناظرين قريب وقال حميد الطويل لسليمان بن علي عظنى فقال لئن كنت إذا عصيت الله خاليا ظننت أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت وقال سفيان الثورى عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة وقال فرقد السنجى إن المنافق ينظر فإذا لم ير أحدا دخل مدخل السوء وإنما يراقب الناس ولا يراقب الله تعالى وقال عبد الله بن دينار خرجت مع عمر ابن الخطاب رضى الله عنه إلى مكة فعرسنا في بعض الطريق فانحدر عليه راع من الجبل فقال له يا راعى بعنى شاة من هذه الغنم فقال إنى مملوك فقال قل لسيدك أكلها الذئب قال فأين الله قال فبكى عمر رضى الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه وقال أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك في الآخرة. الأنترنت – موقع المراقبة إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته