أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة عشرة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : 4. مراقبة الله في الخواطر: من راقبَ اللهَ في خواطرهِ عصمهُ في حركات جوارحهِ. أحياناً الإنسان يسمح لخواطره أن يَردها أشياء لا تُرضي الله يتصور معصية، يتخيل أنهُ يعصي الله، يسوحُ خيالهُ في متاهات البُعدِ عن الله… إذا سَمَحَ لخواطرهِ أن تجولَ في المعاصي أغلبُ الظن أنَّ هذه الخواطر إذا تُركت على عواهنها انقلبت إلى معاص. نعم أن الله سبحانه وتعالى لا يحاسب إلا على العمل ولكن إذا سمحت لخواطركَ بالشطط ربما زلّت قدمك فانقلبت الخواطر إلى عمل، وشيءٌ آخر هو أنَّ مُعظمَ الذين عَصوا ربهم معاصٍ كبيرة هم في الأساس ما أرادوا أن يعصوا هذه المعصية ولكن خاطِرٌ، فنظرةٌ، فكلامٌ، فابتسام، فموعدٌ، فلقاءٌ، ففاحشةٌ. أساسُها خاطر. فلذلك من باب الوقاية ومن باب الورع لا تسمحُ لخواطِركَ أن تجولَ في المعاصي مع أنكَ لاتُحاسب على الخواطر لكن نخافُ أن تدعها تجول عندئذٍ تضعفُ عن مقاومتها فإذا أنتَ أمامَ معصيةٍ. وقيل : من تركَ ما أُشتبهَ عليه من المعاصي كانَ لِما استبانَ أترك. ومن تجرّأَ وارتكبَ معصيةً يعدُّ شُبهةً عِندَ الناس في المرحلة التالية سوف يتجرأ ويقع في المعصية البيّنة الواضحة. يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد، لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له. فقلوب الجهال تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر، لَكَفُّوا الأَكُف عن الخطايا. والمتيقظون علموا قربه، فحضرتهم المراقبة، وكَفَّتهم عن الانبساط". إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته