أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *والمراقبة لمن وحد الله في اسمه الرقيب على نوعين: النوع الأول: مراقبة العبد لربِّه بالمحافظة على حدوده وشرعه واتباعه لسُنَّة نبيه ..فعلى العبد أن يسعى لتحقيق أركان القبول في جميع أعماله، وهي: 1ـ الإخلاص: فإن كان يقوم بأعمال بر ظاهرة، عليه أن يقوم بأعمال خفية عن الناس في المقابل؛ لكي يُحقق معنى الإخلاص: قال رسول الله "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل" [صحيح الجامع]. 2ـ المتابعة لهدي النبي (ﷺ).. بأن يتحرى السُّنَّة في عمله ،فيوقن بأن الله معه من فوق عرشه يتابعه يراه ويسمعه، مراقبة العبد لربه ، بالمحافظة على حدوده وشرعه ، واتباعه لسنة نبيه (ﷺ) كما ورد من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " يا غلام ، إِني أُعَلِّمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تَجِدْهُ تُجاهَكَ ، إِذا سألتَ فاسأل الله ، وإِذا استعنتَ فاستَعِنْ بالله " [رواه الترمذي وصححه الألباني]. والنوع الثاني: إيمان العبد بمراقبة الله لعباده وحفظه لهم وإحصائه لكسبهم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ): قال الله عز وجل : ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل ، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها ، وقال رسول الله (ﷺ) قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، فإنما تركها من جرَّاي ) رواه الشيخان ، وهذه رواية مسلم . مِنْ جَرَّاي، أي: ابتغاء وجهي.. فيستشعر العبد أن الله تعالى ناظرٌ إليه حال عمله، ويرى خطارات قلبه وظاهر عمله. فينبغى أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفى العمل.. هل حركه عليه هوى النفس أو المحرك له هو الله تعالى خاصة؟ فإن كان الله تعالى، أمضاه وإلا تركه، وهذا هو الإخلاص. وفي هذا يقول الحسن البصري رحمه الله: "كان أحدهم إذا أراد أن يتصدق بصدقة نظر وتثبت، فإن كان لله أمضاه. ويقول: رحم الله عبداً وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر". وجاء عن محمد بن علي رحمه الله: "إن المؤمن وقاف ومتأنٍ يقف عند همه ليس كحاطب ليل. فلا يتسارع الإنسان في الأعمال في هذه الحياة الدنيا ولو كان ظاهر ذلك من الأعمال الصالحة حتى ينظر قبل أن يقدم عليه هل له فيه نية صحيحة أو لا".فهذه مراقبة العبد في الطاعة وهو: أن يكون مخلصاً فيها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته