أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والعشرون في موضوع البر
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والعشرون في موضوع البر وهي بعنوان: *البر فضيلة عادلة قال أبو علي بن سينا: وأجزاء الفضيلة هي: البر، والشجاعة، والعفة، والمرؤءة، وكبر الهمة، والسخاء، والحلم، واللب، والحكمة، ومن الفضائل لا محالة ما يتعدى خيره إلى غيرالفاضل مثل: البر والشجاعة والسخاء، ولذلك تلزم كل واحد منهم، إذ الكرامة مبذولة من الكل للنافعين. فلنعد إلى ذكر كل واحد منهما: فأما البر فإنها فضيلة عادلة تقسم لكل ما يستحقه بحسب تقدير الشريعة . *من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة: كتمان المصائب رضى بقضاء الله وقدره ، وعدم كتمانها سوء أدب مع الله؛ وكأنه يشكو الله إلى المخلوقين، أما كتمان الصدقة فهو أدعى للإخلاص والبعد عن الرياء. أخرج البيهقي ثلاث روايات بسنده من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض ). والثانية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة ) قال أبو عبد الله تفرد به زافر بن سليمان ،قال الشيخ أحمد رحمه الله قد روي عن عبد الله بن عبد العزيز عن أبيه. والثالثة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من كنوز البر كتمان الأمراض ) . أخرج أبو يعلى بسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تمام البر كتمان المصائب ) . *أبواب البر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا معاذ ألا أخبرك بأبواب البر: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ:ﱡﭐ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﱠ السجدة: 1٦،17 ثم قال: يا معاذ ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى فقال أمسك عليك لسانك هذا فأخذ بلسانه قال يا رسول الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ] . *قلب المؤمن يسمى كرما لأنه يجمع أنواع البر: العنب سموه كرما لكثرة خيره والنبي قال: ان قلب المؤمن أحق منه بهذه التسمية لكثرة ما أودع الله فيه من الخير والبركة والرحمة واللين والعدل والإحسان والنصح وسائر أنواع البر والخير التي وضعها الله في قلب المؤمن فهو أحق بأن يسمى كرما من شجر العنب ولم يرد النبي إبطال ما في شجر العنب من المنافع والفوائد وان تسميته كرما كذب وانها لفظة لا معنى تحتها كتسمية الجاهل عالما والفاجر برا والبخيل سخيا الا ترى أنه لم ينف فوائد شجرالعنب وإنما أخبرعنه أن قلب المؤمن أغزر فوائد وأعظم منافع منه هذا الكلام أو قريب منه جرى في ذلك المجلس وأنت إذا تدبرت قول النبي (الكرم قلب المؤمن ) وجدته مطابقا لقوله في النخلة(مثلها مثل المسلم) فشبه النخلة بالمسلم في حديث ابن عمر وشبه المسلم بالكرم في الحديث الآخر ونهاهم أن يخصوا شجر العنب باسم الكرم دون قلب المؤمن، وقد قال بعض الناس: في هذا معنى آخر وهو أنه نهاهم عن تسمية شجر العنب كرما لأنه يقتنى منه أم الخبائث فيكره ان يسمى باسم يرغب النفوس فيها ويحضهم عليها من باب سد الذرائع في الألفاظ وهذا لا بأس به لولا أن قوله ( إن الكرم قلب المؤمن ) كالتعليل لهذا النهي والإشارة إلى أنه أولى بهذه التسمية من شجر العنب ورسول الله أعلم بما أراد من كلامه فالذي قصده هو الحق . أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ويقولون الكَرْمُ إنما الكَرْمُ قلب المؤمن ) . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته