أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع البر
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع البر وهي بعنوان: *الصدق أصل البر وهو يهدي إليه وهما في الجنة الصدق أصل كل فضيلة، والبر يجمع كل خير، فهما في الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرج ابن أبي الدنيا بسنده من حديث أوسط بن إسماعيل بن أوسط، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا قال – ثم بكى أبو بكر – ثم قال: ( عليكم بالصدق، فإن مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإن لم يؤت أحد شيئا بعد اليقين خيرا من المعافاة ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ) . وأخرج ابن حبان بسنده من حديث أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الصدق ليهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) والصدق هوأصل البروالكذب أصل الفجور كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) . *البِرّ ما اطمأن إليه القلب: القلوب تطمئن بذكر الله، وإقامة ذكر الله هو غاية وحكمة جميع التشريعات، والبر أصل كل خير، فهو اطمئنان لكل قلب لا زال على فطرته وأصله. أخرج الحارث بسنده من حديث وابصة بن معبد قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع من البروالإثم إلا سألته عنه فجعلت أتخطى الناس فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: دعوني أدنوا منه، فقال: ( ادن يا وابصة ) فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته، فقال: ( يا وابصة أُخبِركَ ما جئت تسألني عنه أو تسألني؟ فقلت: أخبرني يا رسول الله، قال: ( جئت تسألني عن البر والإثم؟ ) قلت: نعم ، قال: فجمع أصابعه فجعل ينكتُ بها صدري ويقول: (يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البِرّ ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) . قال الطحاوي: بيان مُشكِلِ ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البر والإثم ما هما؟ حدثنا فهد بن سليمان وهارون بن كامل قالا ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه عن نواس بن سمعان قال أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة فإن أحدنا كان إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قال فسألته عن البر والإثم فقال رسول الله عليه وسلم البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع الناس عليه. حدثنا عبد الملك بن مروان الرَّقِّيُّ قال ثنا حجاج بن محمد قال ثنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مِكرَزٍ عن وابصة الأسدي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه فانتهيت إليه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم لأدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهرني بعضهم وقال إليه يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فوالله إن أحب الناس إلى أن أدنو منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :دعوا وابصة ثم قال ادعوا وابصة ثم قال: ادنوا وابصة فأدناني حتى قعدت بين يديه فقال: سل أو أخبرك؟ فقلت:لا بل أخبرني قال: جئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت نعم يا رسول الله فجعل ينكتُ بهن في صدري ويقول: يا وابصة استفت نفسك قالها ثلاثا :البِرُّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في نفسك وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك. قال أبو جعفر: فتأملنا هذين الحديثين فوجدنا في حديث النواس منهما أن البر حسن الخلق وفي حديث وابصة منهما أن البر ما اطمأنت إليه النفس ووجدناهما جميعا يرجعان إلى معنى واحد لأن النفس إذا اطمأنت كان منها حسن الخلق وكان الإثم معه ضد ذلك من انتفاء الطمأنينة عن النفس وكان مع ذلك سوء الخلق وما يتردد في الصدور عند مثله ولا يخرجه فُتيَا الناس صاحبه. ومثل ذلك ما قد رواه الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة بن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدق طمأنينة والكذب ريبة. قال أبو جعفر: والطمأنينة معها حسن الخلق ،والريبة معها سوء الخلق ،وما يتردد في الصدور ولا يخرجه فُتيا الناس فعاد بحمد الله تعالى ونعمته في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تصديق بعضه بعضا لا إلى تضاد بعضه بعضا والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته