أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة في موضوع البر
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع البر وهي بعنوان: *والتعاون نوعان: الأول: تعاون على البر والتقوى من الجهاد وإقامة الحدود واستيفاء الحقوق وإعطاء المستحقين فهذا مما أمر الله به ورسوله ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة فقد ترك فرضا على الأعيان أو على الكفاية متوهما أنه متورع وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع إذ كل منهما كف وامساك. الثاني: تعاون على الإثم والعدوان كالإعانة على دم معصوم أو أخذ مال معصوم أو ضرب من لا يستحق الضرب ونحو ذلك فهذا الذي حرمه الله ورسوله . أمر بالتعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: [ وتعاونوا على البر ] وهو ما اتسع وطاب من حلال وخير [ والتقوى ] وهي كل ما يحمل على الخوف من الله ، فإنه الحامل على البر، فإن كان منكم من اعتدى فتعاونوا على رده، وإلا فازدادوا بالمعاونة خيرا . *ليس من البِرِّ الصوم في السفر العزيمة والرخصة شرع متكامل في ديننا العظيم، لكل منهما ما يناسبه؛ زمانا ومكانا وحالا، وفي حال السفر يكون الإنسان في وضع غير عادي من الناحية الجسمية والعقلية والعصبية والنفسية ... فأباح الشارع للمسافر الفطر حال سفره ثم يقضي إذا زال السفر ... قال ابن كثير: ﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱠ البقرة: ١٨٤أي المريض والمسافر لا يصومان في حال المرض والسفر لما في ذلك من المشقة عليهما بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أخر وأما الصحيح المقيم الذي يطيق الصيام فقد كان مخيرا بين الصيام وبين الإطعام إن شاء صام وإن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم فهو خير وإن صام فهو أفضل من الإطعام قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وطاوس ومقاتل بن حيان وغيرهم من السلف . وقال الرازي على قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱠ فالمراد منه أن فرض الصوم في الايام المعدودات إنما يلزم الأصحاء المقيمين فأما من كان مريضا أو مسافرا فله تأخير الصوم عن هذه الأيام إلى أيام أخر قال القفال رحمه الله: انظروا إلى عجيب ما نبه الله عليه من سعة فضله ورحمته في هذا التكليف، وأنه تعالى بين في أول الآية أن لهذه الأمة في هذا التكليف أسوة بالأمة المتقدمة والغرض منه ما ذكرنا أن الأمور الشاقة إذا عمت خفت. ثم ثانيا بين وجه الحكمة في إيجاب الصوم، وهو أنه سبب لحصول التقوى، فلو لم يفرض الصوم لفات هذا المقصود الشريف. ثم ثالثا: بين أنه مختص بأيام معدودة فإن لو جعله أبدا أو في أكثر الأوقات لحصلت المشقة العظيمة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته