أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية في موضوع الإحسان

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الإحسان ) وهي بعنوان : *مقامات الإحسان ومنازله: الاحسان ينقسم قسمين: القسم الأول: المشاهدة. القسم الثاني: الإخلاص. والمنزلة الأولى أعلى من الثانية، بل الثانية مبنية على الأولى، وهذان المقامان مأخوذان من حديث جبريل عليه السلام: ( ... أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال ابن حجر:(وأشار في الجواب إلى حالتين: أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه حتى كأنه يراه بعينه، وهو قوله:( كأنك تراه ) أي: وهو يراك. والثانية:أن يستحضرأن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمله، وهو قوله: ( فإن يراك ) . قال الحكمي: ( إن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين: المقام الأول: - وهو أعلاهما - أن تعبد الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله – عز وجل – بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، فمن عبد الله – عز وجل – على استحضار قربه منه، وإقباله عليه، وأنه بين يديه كأنه يراه ، أوجب له ذلك الخشية ، والخوف، والهيبة، والتعظيم. المقام الثاني: مقام الإخلاص، وهو أن يعمل العبدعلى استحضارمشاهدة الله إياه،واطلاعه عليه، وقربه منه، فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى؛ لأن استحضار ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله، وإرادته بالعمل . وهذا المقام هو الوسيلة الموصلة إلى المقام الأول، وهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم: تعليلا للأول فقال: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه، ويطلع على سره وعلانيته، وباطنه، وظاهره، ولا يخفى عليه شيء من أمره، فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني، وهو دوام التحقيق بالبصيرة إلى قرب الله تعالى من عبده ، ومعيته، حتى كأنه يراه ) . وقال الحكمي أيضا: ( الإحسان على مرتبتين، متفاوتين: أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان ) . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم