أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الأولى في موضوع (الإحسان )
نبذة عن الفيديو
الإحسان أهميته، أقسامه، ثمراته(المختصر) د/ مسفربن سعيد دماس الغامدي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله وصحبه،ومن اهتدى بهداه، وبعد: فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الإحسان) وهي بعنوان : المقدمة والتعريفات إن مكانة الإحسان في الإسلام عظيمة، بل هو أعلى المنازل، ولو أن كل مسلم التزم بهذا الركن علما، واعتقادا، وعملا، لكان واقع الأمة غير ما نرى. إننا نرى كثيرا من المسلمين يمارسون كثيرا من المعاصي، لأنهم لم يستحضروا مراقبة الله لهم، ولم يحسنوا أثناء فعل الطاعات التي لو أُحسنت لأثمرت مراقبة الله والإخلاص له. إن العمل بمقتضى مراقبة الله للعبد، يفضي إلى مراقبة العبد لله، ومن ثم الإخلاص له. وهذه المعاني المهمة ضعفت في نفوس وقلوب كثير من المسلمين، مما كان له الأثر السلبي على واقعهم أفرادا وجماعات. فوردت فكرة جمع شتات هذا الموضوع للاستفادة الشخصية،وليستفيد من يطلع عليه. إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت من النفس والشيطان، والحمد لله أولا وآخرا التعريفات: في اللغة: الإحسان ضد الإساءة، ورجل محسن ومحسان، وأحسن به الظن: نقيض أساءه، والفرق بين الإحسان والإنعام: أن الإحسان يكون لنفس الإنسان ولغيره، تقول: أحسنت إلى نفسي . والإنعام: لا يكون إلا لغيره. وهو يحسن الشيء: أي يعلمه، ويستحسن الشيء: أي يعده حسنا . والإحسان يقال على وجهين: أحدهما الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان. والثاني: إحسانٌ في فعله، وذلك إذا عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين رضي الله عنه: ( الناس أبناءُ ما يحسنون ) أي منسوبون إلى ما يعملون، وما يعملونه من الأفعال الحسنة، قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘﲙ ﱠ السجدة: ٧. والإحسان أعم من الإنعام، قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ ﱠ الإسراء: ٧ وفي الاصطلاح: هو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . قال ابن الأثير: أراد بالإحسان: الإخلاص، وهو شرط في صحة الإيمان الإسلام معا، وذلك أن من تلفظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير نية إخلاص لم يكن محسنا، ولا كان إيمانه صحيحا. وقيل: أراد بالإحسان: الإشارة إلى المراقبة، وحسن الطاعة، فإن من راقب الله أحسن عمله، وقد أشار إليه في الحديث بقوله: ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . وقال النووي: ( فمقصود الكلام الحث على الإخلاص في العبادة، ومراقبة العبد ربه - تبارك وتعالى – في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك .. ) . وقال النووي أيضا: ( معناه أنك إنما تراعي الآداب المذكورة إذا كنت تراه ويراك؛ لكونه يراك لا لكونك تراه فهو دائما يراك ... ) . وقال ابن تيمية: ( وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه،وأخص من جهة أصحابه من الإيمان. والإيمان أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان،والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين ) . وقال ابن حجر: ( المقصود: إتقان العبادة ... وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع، وفراغ البال حال التلبس بها، ومراقبة المعبود ... ، ومشاهدة الحق بقلبه كأنه يراه بعينه ... ، وأن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمله ... وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته ) . والإحسان: لب الإيمان، وروحه، وكماله . قال الحافظ الحكمي: ( فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له: ( فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة. والثاني: مقام المراقبة ) . وقال أيضا: (هو تحسين الظاهر والباطن، وهو أعلى مراتب الدين، وأعظمهما خطرا ) . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم