أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع السماع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع السماع وهي بعنوان : *حسن الإنصات والإستماع ؛ من مراتب العلم للعلم ست مراتب : (1) (1)هذا المبحث نقلته عن ابن القيم من مفتاح دار السعادة ج1/ص169بتصرف اولها : حسن السؤال ، الثانية : حسن الانصات والاستماع ، الثالثة : حسن الفهم ، الرابعة : الحفظ ، الخامسة : التعليم ، السادسة : وهي ثمرته وهي العمل به ومراعاة حدوده فمن الناس من يحرمه لعدم حسن سؤاله أما لانه لا يسال بحال او يسال عن شيء وغيره اهم اليه منه كمن يسأل عن فضوله التي لا يضر جهله بها ويدع مالا غنى له عن معرفته وهذه حال كثير من الجهال المتعلمين ومن الناس من يحرمه لسوء انصاته فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب اليه من الانصات وهذه آفة كامنة في اكثر النفوس الطالبة للعلم وهي تمنعهم علما كثيرا ولو كان حسن الفهم ذكر ابن عبدالبر عن بعض السلف انه قال: من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره وذكر عبدالله بن احمد في كتاب العلل له قال :كان عروة بن الزبير يحب مماراة ابن عباس فكان يخزن علمه عنه وكان عبيد الله بن عبدالله بن عتبة يلطف له في السؤال فيعزه بالعلم عزا وقال ابن جريج : لم أستخرج العلم الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به وقال بعض السلف : إذا جالست العالم فكن على ان تسمع احرص منك على ان تقول وقد قال الله تعالى ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ ق: ٣٧ فتأمل ما تحت هذه الالفاظ من كنوز العلم وكيف تفتح مراعاتها للعبد ابواب العلم والهدى وكيف ينغلق باب العلم عنه من اهمالها وعدم مراعاتها فإنه سبحانه أمر عباده ان يتدبروا آياته المتلوة المسموعة والمرئية المشهودة بما تكون تذكرة لمن كان له قلب فإن من عدم القلب الواعي عن الله لم ينتفع بكل آية تمر عليه ولو مرت به كل آية ومرور الايات عليه كطلوع الشمس والقمر والنجوم ومرورها على من لا بصر له فإذا كان له قلب كان بمنزلة البصير إذا مرت به المرئيات فإنه يراها ؛ولكن صاحب القلب لا ينتفع بقلبه الا بأن يحضره ويشهده لما يلقى اليه فإن كان غائبا عنه مسافرا في الاماني والشهوات والخيالات لا ينتفع به فإذا احضره اشهده لم ينتفع الا بان يلقى سمعه ويصغى بكليته الى مايوعظ به ويرشد اليه وها هنا ثلاثة امور : احدها : سلامة القلب وصحته وقبوله ، الثاني : احضاره وجمعه ومنعه من الشرود والتفرق ، الثالث : القاء السمع وأصغاؤه والاقبال على الذكر فذكر الله تعالى الامور الثلاثة في هذه الاية قال ابن عطية القلب هنا عبارة عن العقل إذ هو محله والمعنى لمن كان له قلب واع ينتفع به قال : وقال الشبلي : قلب حاضر مع الله لا يغفل عنه طرفة عين وقوله { او القى السمع وهو شهيد } معناه صرف سمعه الى هذه الانباء الواعظة واثبته في سمعه فذلك القاء له عليها ومنه قوله { والقيت عليك محبة مني } أي اثبتها عليك وقوله { وهو شهيد } قال بعض المتأولين : معناه وهو شاهد مقبل على الامر غير معرض عنه ولا مفكر في غير ما يسمع قيل : تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن المقال ولا تقطع على أحد حديثا وقيل : استمع فسوء الاستماع نفاق وقيل : للسائل على السامع ثلاث أمور جمع البال وحسن الاستماع والكتمان لما يقضي الكتمان وقيل : أساء سمعا فأساء إجابة وقال فيلسوف لتلميذ له : أفهمت ؟ قال : نعم ، قال : كذبت لأن دليل الفهم السرور ولم أرك سررت وقيل : نشاط القائل على قدر فهم السامع وقيل : من سعادة القائل أن يكون المستمع إليه فهيما وقيل : فلان في الاستماع ذو أذنين وفي الجواب ذو لسانين قال الشاعر: إذا حُدّثوا لم يُخْشَ سوءُ استماعِهم ===وإن حَدّثُوا قالوا بحُسْنِ بيَانِ وقال رجل : أذني قمع لمن يحدثني وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : حدث الناس ما حدجوك بأسماعهم ولحظوك بأبصارهم فإذا رأيت منهم إعراضا فأمسك سمع بقراط رجلا يكثر من الكلام فقال له : إن الله تعالى جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنين ليسمع ضعف ما يقول (1) (1)هذا المبحث نقل عن ابن القيم من مفتاح دار السعادة ج1/ص169بتصرف *التعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم أخرج ابن حبان بسنده من حديث أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ) وَقَدْ كَانَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ فَقِيلَ لَهُ أَيْنَ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُنَا بِهِ ؟ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حِينَ أَرَادَ بِي مَا أَرَادَ أَنْسَانِيهَا (2) (2) صحيح ابن حبان ج 3 ص 144رقم 862 وروى الترمذي عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : ( من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في يومه مات شهيدا ومن قرأها حين يمسي فكذلك ) قال حديث حسن غريب (3) (3)تفسير القرطبي ج18/ص1 هذا ماتيسر أن أجمعه وأنسقه وأحققه في هذا الموضوع (السماع) فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كان فيه خطأ أو نقص فمني والشيطان ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين تم الإنتها منه بعد عصر يوم الأحد 15/ 5 / 1430هـ السماع تأليف الدكتور/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي