أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع السماع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة الثانية والثلاثون في موضوع السماع وهي بعنوان :*قواعد فصل النزاع : قال ابن تيمية : واما الاستماع إلى القصائد الملحنة والاجتماع عليها فاكابر الشيوخ لم يحضروا هذا السماع كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وابى سليمان الدارانى ومعروف الكرخى والسرى السقطى وأمثالهم من المتأخرين كالشيخ عبد القادر والشيخ عدى بن مسافر والشيخ أبى مدين والشيخ أبى البيان وأمثال هؤلاء المشائخ فانهم لم يكونوا يحضرون هذا السماع وقد حضره طائفة من الشيوخ وأكابرهم ثم تابوا منه ورجعوا عنه وكان الجنيد رحمه الله تعالى لا يحضره في آخر عمره ويقول من تكلف السماع فتن به ومن صادفه السماع استراح به أى من قصد السماع صار مفتونا وأما من سمع بيتا يناسب حاله بلا اقتصاد فهذا يستريح به والذين حضروا السماع المحدث الذى جعله الشافعى من أحداث الزنادقة لم يكونوا يجتمعون مع مردان ونسوان ولا مع مصلصلات وشبابات وكانت اشعارهم مزهدات مرققات فاما السماع المشتمل على منكرات الدين فمن عده من القربات استتيب فان تاب والا قتل وان كان متأولا جاهلا بين له خطأ تأويله وبين له العلم الذى يزيل الجهل هذا من كونه طريقا إلى الله وأما كونه محرما على من يفعله على وجه اللهو واللعب لا على وجه القربة إلى الله فهذا فيه تفصيل فأما المشتمل على الشبابات والدفوف المصلصلة فمذهب الأئمة الأربعة تحريمه وذكر أبو عمرو إبن الصلاح ان هذا ليس فيه خلاف في مذهب الشافعى فان الخلاف انما حكى في اليراع المجرد مع ان العراقيين من أصحاب الشافعى لم يذكروا في ذلك نزاعا ولا متقدمة الخراسانيين وانما ذكره متأخروا الخراسانيين وقد ثبت في صحيح البخارى وغيره ان النبى صلى الله عليه وسلم ذكر الذين يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف على وجه الذم لهم وان الله معاقبهم فدل هذا الحديث على تحريم المعازف والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها (1) (1)مجموع الفتاوى ج11/ص534 وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الاسلام أن النبى لم يشرع لصالحى أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لخاصى ولكن رخص النبى في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء ان يضربن بالدف في الأعراس والأفراح وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال التصفيق للنساء والتسبيح للرجال ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنين مخانيثا وهذا مشهور في كلامهم (2) (2)مجموع الفتاوى ج11/ص565 *سماع النبي صلى الله عليه وسلم صلصلة الوحي ذكر العلماء للوحي كيفيات : إحداها : أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تحس بالوحي فقال أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحي إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض قال الخطابي والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يبين له أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقي فيه مكانا لغيره وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد وتهديد الثانية : أن ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن روح القدس نفث في روعي) أخرجه الحاكم وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه الثالثة :أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح (وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ) زاد أبو عوانة في صحيحه (وهو أهونه علي) الرابعة :أن يأتيه الملك في النوم وعد من هذا قوم سورة الكوثر الخامسة : أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ ( أتاني ربي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى . .) الحديث (1)(1)الإتقان في علوم القرآن ج1/ص127،128 إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم