أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون في موضوع السماع

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع السماع وهي بعنوان : *قواعد فصل النزاع : القاعدة الثالثة :إذا أشكل على الناظر أو السالك حكم شيء هل هو الإباحة أو التحريم فلينظر إلى مفسدته وثمرته وغايته فإن كان مشتملا على مفسدة راجحة ظاهرة فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو إباحته بل العلم بتحريمه من شرعه قطعي ولا سيما إذا كان طريقا مفضيا إلى ما يغضب الله ورسوله موصلا إليه عن قرب وهو رقية له ورائد وبريد فهذا لا يشك في تحريمه أولو البصائر فكيف يظن بالحكيم الخبير أن يحرم مثل رأس الإبرة من المسكر لأنه يسوق النفس إلى السكر الذي يسوقها إلى المحرمات ثم يبيح ما هو أعظم منه سوقا للنفوس إلى الحرام بكثير فإن الغناء كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : (هو رقية الزنا ) وقد شاهد الناس أنه ما عاناه صبي إلا وفسد ولا امرأة إلا وبغت ولا شاب إلا وإلا ولا شيخ إلا وإلا والعيان من ذلك يغني عن البرهان ولا سيما إذا جمع هيئة تحدو النفوس أعظم حدو إلى المعصية والفجور بأن يكون على الوجه الذي ينبغي لأهله من المكان والإمكان والعشراء والإخوان وآلات المعازف من اليراع والدف والأوتار والعيدان وكان القوال شادنا شجي الصوت لطيف الشمائل من المردان أو النسوان وكان القول في العشق والوصال والصد والهجران : ودارت كؤوس الهوى بينهم ======= فلست ترى فيهم صاحيا فكل على قدر مشروبه ====== وكل أجاب الهوى الداعيا فمالوا سكارى ولا سكر ====== من تناول أم الهوى خاليا وجار على القوم ساقيهم ======= ولم يؤثروا غيره ساقيا فمزق منهم قلوبا غدت ====== لباسا عليه يرى ضافيا فلم يستفيقوا إلى أن أتى ====== إليهم منادي اللقا داعيا أجيبوا فكل امرىء منكم ========= على حاله ربه لاقيا هنالك تعلم من حمأة ======== شربت مع القوم أم صافيا وبالله لا بد قبل اللقا ========= سنعلم ذا إن تك واعيا لا بد تصحو فإما هنا ======= وإما هناك فكن راضيا وإذا لم يكن بد من المحاكمة إلى الذوق ؛فهلم نحاكمك إلى ذوق لا ننكره نحن ولا أنتم غير هذه الأذواق التي ذكرناها فالقلب يعرض له حالتان : 1- حالة حزن وأسف على مفقود 2- وحالة فرح ورضى بموجود ؛ وله بمقتضى هاتين الحالتين عبوديتان :وله بمقتضى الحالة الأولى : عبودية الرضاء وهي للسابقين والصبر وهي لأصحاب اليمين وله بمقتضى الحالة الثانية : عبودية الشكر والشاكرون فيها أيضا نوعان سابقون وأصحاب يمين فاقتطعته النفس والشيطان عن هاتين العبوديتين بصوتين أحمقين فاجرين هما للشيطان لا للرحمن : 1-صوت الندب والنياحة عند الحزن وفوات المحبوب 2- وصوت اللهو والمزمار والغناء عند الفرح وحصول المطلوب فعوضه الشيطان هذين الصوتين عن تينك العبوديتين وقد أشار النبي إلى هذا المعنى بعينه في حديث أنس رضي الله عنه : ( إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت ويل عند مصيبة وصوت مزمار عند نعمة ) ووافق ذلك راحة من النفس وشهوة ولذة وسرت فيها تلك الرقائق حتى تعبد بها من قل نصيبه من النور النبوي وقل مشربه من العين المحمدية وانضاف ذلك إلى صدق وطلب وإرادة مضادة لشهوات أهل الغي وأهل البطالة ورأوا قساوة قلوب المنكرين لطريقتهم وكثافة حجبهم وغلظة طباعهم وثقل أرواحهم وصادف ذلك تحريكا لسواكنهم وانقيادا للواعج الحب وإزعاجا للنفوس إلى أوطانها الأولى ومعاهدها التي سبيت منها والنفوس الطالبة المرتاضة السائرة لا بد لها من محرك يحركها وحاد يحدوها وليس لها من حادي القرآن عوض عن حادي السماع فتركب من هذه الأمور إيثار منهم للسماع ومحبة صادقة له تزول الجبال عن أماكنها ولا تفارق قلوبهم إذ هو مثير عزماتهم ومحرك سواكنهم ومزعج بواطنهم إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم