أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع السماع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع السماع وهي بعنوان:السماع المشروع وغير المشروع فالسماع رسول الإيمان إلى القلب وداعيه ومعلمه وكم في القرآن من قوله { أفلا يسمعون } ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﱠ الحج46 والسماع أصل العقل وأساس الإيمان الذي انبنى عليه وهو رائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع وفيه وقع خبط الناس واختلافهم وغلط منهم من غلط وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلبا وهربا وحبا وبغضا فهو حاد يحدو بكل أحد إلى وطنه ومألفه وأصحاب السماع منهم من يسمع بطبعه ونفسه وهواه فهذا حظه من مسموعه ما وافق طبعه ومنهم من يسمع بحاله وإيمانه ومعرفته وعقله فهذا يفتح له من المسموع بحسب استعداده وقوته ومادته ومنهم من يسمع بالله لا يسمع بغيره كما في الحديث الإلهي الصحيح ( فبي يسمع وبي يبصر ) وهذا أعلى سماعا وأصح من كل أحد والكلام في السماع مدحا وذما يحتاج فيه إلى معرفة أولاً : صورة المسموع وحقيقته ثانياً : وسببه والباعث عليه ثالثاً : وثمرته وغايته فبهذه الفصول الثلاثة يتحرر أمر السماع ويتميز النافع منه والضار والحق والباطل والممدوح والمذموم فأما المسموع فعلى ثلاثة أضرب : أحدها : مسموع يحبه الله ويرضاه وأمر به عباده وأثنى على أهله ورضي عنهم به الثاني : مسموع يبغضه ويكرهه ونهى عنه ومدح المعرضين عنه الثالث : مسموع مباح مأذون فيه لا يحبه ولا يبغضه ولا مدح صاحبه ولا ذمه فحكمه حكم سائر المباحات من المناظر والمشام والمطعومات والملبوسات المباحة فمن حرم هذا النوع الثالث فقد قال على الله ما لا يعلم وحرم ما أحل الله ومن جعله دينا وقربة يتقرب به إلى الله فقد كذب على الله وشرع دينا لم يأذن به الله وضاها بذلك المشركين فأما النوع الأول : فهو السماع الذي مدحه الله في كتابه وأمر به وأثنى على أصحابه وذم المعرضين عنه ولعنهم وجعلهم أضل من الأنعام سبيلا وهم القائلون فى النار ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ الملك: ١٠ وهو سماع آياته المتلوة التي أنزلها على رسوله فهذا السماع أساس الإيمان الذى يقوم عليه بناؤه وهو على ثلاثة أنواع : سماع إدراك بحاسة الأذن ، وسماع فهم وعقل ، وسماع إجابة وقبول ؛ والثلاثة في القرآن : فأما سماع الإدراك ففي قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن قولهم ﭐ ﱡﭐ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱠ الأحقاف: ٣٠، فهذا سماع إدراك اتصل به الإيمان والإجابة وأما سماع الفهم فهو المنفي عن أهل الإعراض والغفلة بقوله تعالى ﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱠ فاطر: ٢٢ ؛ فالتخصيص ههنا لإسماع الفهم والعقل وإلا فالسمع العام الذي قامت به الحجة لا تخصيص فيه ومنه قوله ﭐﭨﭐ ﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﱠ الأنفال: ٢٣ أى لو علم الله في هؤلاء الكفار قبولاوانقيادا لأفهمهم وإلا فهم قد سمعوا سمع الإدراك ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون أي ولو أفهمهم لما انقادوا ولا انتفعوا بما فهموا لأن في قلوبهم من داعي التولي والإعراض ما يمنعهم عن الانتفاع بما سمعوه وأما سماع القبول والإجابة ففي قوله تعالى حكاية عن عباده المؤمنين : ﭐﱡﭐ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﱠ النور: ٥١ إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم