أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة في موضوع السماع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع السماع وهي بعنوان : *مشروعية سماع القرآن وفضل ذلك الشعر تتحد فيه الأوزان وتتشابه القوافي في القصيدة الواحدة غالبا وإن طالت على نمط يورث سامعه السأم والملل بينما سامع لحن القرآن لا يسأم ولا يمل لأنه يتنقل فيه دائما بين ألحان متنوعة وأنغام متجددة على أوضاع مختلفة يهز كل وضع منها أوتار القلوب وأعصاب الأفئدة وهذا الجمال الصوتي أو النظام التوقيعي هو أول شيء أحسته الآذان العربية أيام نزول القرآن ولم تكن عهدت مثله فيما عرفت من منثور الكلام سواء أكان مرسلا أم مسجوعا حتى خيل إلى هؤلاء العرب أن القرآن شعر لأنهم أدركوا في إيقاعه وترجيعه لذة وأخذتهم من لذة هذا الإيقاع والترجيع هزة لم يعرفوا شيئا قريبا منها إلا في الشعر ولكن سرعان ما عادوا على أنفسهم بالتخطئة فيما ظنوا حتى قال قائلهم وهو الوليد بن المغيرة وما هو بالشعر معللا ذلك بأنه ليس على أعاريض الشعر في رجزه ولا في قصيدة بيد انه تورط في خطأ أفحش من هذا الخطأ حين زعم في ظلام العناد والحيرة أنه سحر لأنه اخذ من النثر جلاله وروعته ومن النظم جماله ومتعته ووقف منهما في نقطة وسط خارقة لحدود العادة البشرية بين إطلاق النثر وإرساله وتقييد الشعر وأوزانه ولو أنصف هؤلاء لعلموا أنه كلام منثور لكنه معجز ليس كمثله كلام لأنه صادر من متكلم قادر ليس كمثله شيء (1) (1)مناهل العرفان في علوم القرآن ج2/ص223 ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ الأعراف: ٢٠٤ هذا الأمر عام في كل من سمع كتاب الله يتلى فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات والفرق بين الاستماع والإنصات أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه وأما الاستماع له فهو أن يلقي سمعه ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب الله فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا وإيمانا مستمرا متجددا وهدى متزايدا وبصيرة في دينه ولهذا رتب الله حصول الرحمة عليهما فدل ذلك على أن من تلي عليه الكتاب فلم يستمع له ولم ينصت أنه محروم الحظ من الرحمة قد فاته خير كثير ومن أوكد ما يؤمر مستمع القرآن أنه يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه فإنه مأمور بالإنصات حتى إن أكثر العلماء يقولون إن اشتغاله بالإنصات أولى من قراءته الفاتحة وغيرها ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ الأعراف: ٢٠٥ - ٢٠٦ (1) (1)تفسير السعدي ج1/ص314 وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ القرآن وتلاه وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كل قد وجبت له النار ) ، وقالت أم الدرداء دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت لها : ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة ؟ فقالت عائشة رضي الله عنها : ( إن عدد آي القرآن على عدد درج الجنة فليس أحد دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن ) وقال ابن عباس : من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء الحساب وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول ﭐﱡﭐ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱠ طه: ١٢٣ قال ابن عباس : فضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولايشقى في الآخرة وقال الليث : يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقول الله جل ذكره : ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ الأعراف: ٢٠٤ و لعل من الله واجبة (1) (1)تفسير القرطبي ج1/ص9 وأخرج الدارمي بسنده من حديث خَالِدِ بن مَعْدَانَ قال ان الذي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ له أَجْرٌ وان الذي يَسْتَمِعُ له أَجْرَانِ وأيضاً من حديث ا بن عَبَّاسٍ قال : من اسْتَمَعَ إلى آيَةٍ من كِتَابِ اللَّهِ كانت له نُورًا (2) (2) سنن الدارمي ج2/ص536 رقم 3366 ، 3367 وأخرج ابن ماجة بسنده من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت أَبْطَأْتُ على عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ ثُمَّ جِئْتُ فقال أَيْنَ كُنْتِ قلت كنت أَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ من أَصْحَابِكَ لم أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ من أَحَدٍ قالت فَقَامَ وَقُمْتُ معه حتى اسْتَمَعَ له ثُمَّ الْتَفَتَ إلى فقال هذا سَالِمٌ مولى أبي حُذَيْفَةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي جَعَلَ في أُمَّتِي مِثْلَ هذا (3) (3)سنن ابن ماجه ج1/ص425رقم 1338وانظر:شعب الإيمان ج2/ص 388 رقم 2148 وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلا آية من كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة ومن استمع لآية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة (1) (1)شعب الإيمان ج2/ص341رقم 1981 إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم