أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة في موضوع السماع
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع السماع وهي بعنوان : لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله أهل الكفر والشرك والنفاق لجهلهم وقلة حيائهم وكفرهم آذوا الله ورسوله والمؤمنين لكن الله لايعجل في العقوبة لأنه صبور (1) (1)بدائع الفوائد ج1/ص74، 75 ففي الصحيحين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم )(1) (1) الجمع بين الصحيحين ج1/ص314 رقم 472 ، تفسير ابن كثير ج3/ص122 وفرق بعض العلماء بين الحلم والصبر فقالوا : الحلم بنى على التجاوز والعفو مع القدرة على الانتقام كرما وفضلا ، والصبر يبنى على تحمل المكروه وتجرع الغصص ضرورة تكلفا وتجلدا ، والغفور والتجاوز والقدرة من صفات الله تعالى وليس التكلف والتجرع والضرورة من أوصافه ـ تعالى عن ذلك ـ فجوزوا وصفه بالحلم ومنعوا الصبر ، والصبر من الخلق حبس النفوس ومنعها عن شهواتها المحظورة فرضا حتما وعن شهواتها المباحة تظرفا وأدبا ورياضة ، وقد قال الحكيم لا ينبغي أن يغفل قليل الشهوة ولا كثيرها فإن كثيرها تلف وقليلها دناءة ، وحبس النفس على تحمل المكاره وتجرع الغصص عند منازعة النفس إلى الاسترواح بالانتقام والجزع إما خوفا مما هو اشد في المكروه منه من العقوبة عليه أو حاجة إلى الثواب الموعود منه ، والأذى كل ما يكره ويسخط من قول ويؤلم ويغم من فعل فمعنى الصبر من الله تعالى يجوز أن يكون حبس العقوبة عن المؤذى له بما يكره ويسخط وينقص من الإشراك به وجعل الأولاد له وهو قادر على الانتقام منهم والأخذ لهم ؛ فهو يحبس عنهم عقوبته ويؤخر عنهم عذابه ولا يعاجلهم بالعقوبة التي استحقوها على شركهم به وافترائهم عليه وهو مع تأخير العقوبة يرزقهم ويعافيهم فهو اصبر على الأذى من الخلق لأن الخلق يؤذون بما قد يجوز أن يكون ذلك لهم وفيهم ، وما يؤذون الله تعالى به لا يجوز عليه بوجه من الوجوه حقيقة ولا مجازا ولا إضافة ، وهم إن صبروا صبروا ضرورة وتكلفا ورقا وعبودة ثم لا يحسنون إلى من يؤذيهم ، وفي الحديث إبانة عن كرم الله تعالى وفضله في ترك معاجلة العقوبة وتأخير العذاب وإدرار الرزق على المؤذي له وعاقبته إياه فهذا كرمه في معاملة من يؤذيه ويكذب عليه وهو بغيضه وعدوه فما ظنك بمعاملته مع من يتحمل الأذى فيه ويثنى عليه وهو وليه وحبيبه قال الله تعالى ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ البقرة: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﱠ المائدة: ٥٤ ، وفي الحديث أيضا حث على الصبر وتحمل الأذى فيما يصيب العبد مما يكرهه ويغمه ويؤلمه ويشق عليه ؛ كأنه يقول : إن الله قادر على الانتقام منهم وهو يؤخر عنهم عقوبته ويحبس عنهم عذابه مع تعا ليه عن جر منفعة فيه أو دفع مضرة عنه فالعبد المضطر المحتاج إلى الثواب الموعود على الصبر والخوف من العقوبة المتوعد على الجزع على أدنى أذى يلحقه ثم يعتاض عليه ما هو خير منه أولى أن يصبر وأحق (1) (1) بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار ج1/ص183ـ 185 إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم