أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة في موضوع السماع

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم المختصر التمهيد : إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قال تعالى : ﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ آل عمران: ١٠٢ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ النساء: ١ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ الأحزاب: ٧٠ – ٧١ وبعـــد : فهذه الحلقة الأولى في موضوع السماع وهي بعنوان : المقدمة ، والتعريفات فالسماع رسول الإيمان إلى القلب وداعيه ومعلمه ،والسماع أصل العقل وأساس الإيمان الذي انبنى عليه وهو رائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع وفيه وقع خبط الناس واختلافهم وغلط منهم من غلط وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلباً وهرباً وحباً وبغضاً فهو حاد يحدو بكل أحد إلى وطنه ومألفه وأصحاب السماع ،منهم من يسمع بطبعه ونفسه وهواه فهذا حظه من مسموعه ما وافق طبعه ، ومنهم من يسمع بحاله وإيمانه ومعرفته وعقله فهذا يفتح له من المسموع بحسب استعداده وقوته ومادته ، ومنهم من يسمع بالله لا يسمع بغيره كمافي الحديث الإلهي الصحيح( فبي يسمع وبي يبصر ) ،وهذا أعلى سماعاً وأصح من كل أحد ، إن سماع المقربين هو سماع القرآن بالاعتبارات الثلاثة إدراكاً وفهماً وتدبراً وإجابةً ؛ وكل سماع في القرآن مدح الله أصحابه وأثنى عليهم وأمر به أولياءه فهو هذا السماع وهو سماع الآيات لا سماع الأبيات وسماع القرآن لا سماع مزامير الشيطان وسماع كلام رب الأرض والسماء لا سماع قصائد الشعراء وسماع المراشد لا سماع القصائد وسماع الأنبياء والمرسلين لا سماع المغنين والمطربين ، ولهذا كان هذا البحث المتواضع إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستفغر الله وأتوب إليه المقدمة :التعريف : السميع هو فعيل في معنى فاعل والله تعالى سامع وسميع وهوالذي يسمع السر وسامع في كل شيء ويجيء في كلامهم سمع بمعنى أجاب من ذلك ما يقوله المصلي عند رجوعه من الركوع (سمع الله لمن حمده ) فسر على أنه بمعنى استجاب وقد أنشد أبو زيد في النوادر : دعوت الله حتى خفت ألا === يكون الله يسمع ما أقول أي لا يجيب (1) (1) تفسير أسماء الله الحسنى ج1/ص42 رقم 27 وسمع السمع حس الأذن وفي التنزيل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ ق: ٣٧ وقال ثعلب : معناه خلا له فلم يشتغل بغيره وقد سمعه سمعا سماعا سماعة سماعية قال اللحياني وقال بعضهم السمع المصدر والسمع الأذن والجمع أسماع وقال ابن السكيت : السمع سمع الإنسان وغيره يكون واحدا وجمعا وأما قول الهذلي : فلما رد سامعه إليه وجلى ==== عن عمايته عماه فإنه عني بالسامع الأذن وذكر لمكان العضوسمعه الخبر وأسمعه أياه ، وقوله تعالى : { واسمع غير مسمع } فسره ثعلب فقال : اسمع لا سمعت ، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ بهادي ﱨ ﱩ ﱪﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱠ النمل: ٨١ أي ما تسمع إلا من يؤمن بها وأراد بالإسماع ههنا القبول والعمل بما يسمع لأنه إذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع سمعه الصوت وأسمعه استمع له وتسمع إليه وأصغى فإذا أدغمت قلت اسمع إليه وقرىء ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠ الصافات:8 يقال تسمعت إليه سمعت إليه وسمعت له وكله بمعنى لأنه ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﱠ فصلت: ٢٦ وفي الحديث ( ملأ الله مسامعه ) هي جمع مسمع وهو آلة السمع أو جمع سمع على غير قياس كمشابه وملامح ، ومنه حديث أبي جهل : ( إن محمدا نزل يثرب وإنه حنق عليكم نفيتموه نفي القراد عن المسامع ) يعني عن الآذان أي أخرجتموه من مكة إخراج استئصال لأن أخذ القراد عن الدابة قلعه بالكلية ، ومنه الحديث : ( اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع ) أي لا يستجاب ولا يعتد به فكأنه غير مسموع ، ومنه الحديث : ( سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ) أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا الله تعالى على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبين الشكر ، وفي حديث عمرو بن عبسة قال له : ( أي الساعات أسمع ) ؟ قال : جوف الليل الآخر أي أوفق لاستماع الدعاء فيه وأولى بالاستجابة وهو من باب نهاره صائم وليله قائم ومنه حديث الضحاك لما عرض عليه الإسلام قال : فسمعت منه كلاما لم أسمع قط قولا أسمع منه يريد أبلغ وأنجع في القلب (1) إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية