كتابة الأعمال الحلقة العاشرة
نبذة عن الفيديو
بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العاشرة في موضوع كتابة الأعمال والتي هي إستكمالا للماضية والتي بعنوان : المبحث السادس: غفلة وشك كثيرمن الناس عن هذا الأمر وهي آخر حلقة في موضوع ( كتابة الأعمال ) قال ابن القيم : أخبر سبحانه أن الإنسان في غفلة من هذا الشأن الذي هو حقيق بأن لا يغفل عنه ، وأن لا يزال على ذكره وباله ، وقال :{ في غفلة من هذا } ولم يقل عنه ، كما قال { وإنهم لفي شك منه مريب } ، ولم يقل في شك فيه ، وجاء هذا في المصدر وإن لم يجيء في الفعل فلا يقال غفلت منه ولا شككت منه كأن غفلة عنه وشك فيه ، فإنه جعل ما ينبغي أن يكون مبدأ التذكرة واليقين ومنشأهما مبدأ للغفلة والشك . ثم أخبر أن غطاء الغفلة والذهول يكشف عنه ذلك اليوم كما يكشف غطاء النوم عن القلب فيستيقظ ، وعن العين فتنفتح . فنسبة كشف هذا الغطاء عن العبد عند المعاينة كنسبة كشف غطاء النوم عنه عند الإنتباه … (1) وفي الختام نعلم أن الملائكة المكرمين الموكلين بكتابة الأعمال ملازمين للإنسان في كل أحواله ، عدا حالين ؛ عند قضاء الحاجة ، وعند قضاء الوطر ؛ لكنهما يعلمان ما يفعل العبد حتى في هذين الحالين ، ويكتبان كل صغيرة وكبيرة ، الحسنات والسيئات ، الظاهر منها والباطن،بل ويشهدون على العباد في ذلك اليوم العظيم،ويشهد عليهم غير الملائكة وهذه الشهادة من واقع ماكتب عليهم ، وسجل، مما فعلوا في الحياة الدنيا ، وهؤلاء لايضعفون ، ولا ينسون ، ولا يغفلون ، بل هم أقوى ما يكون ، وأشد ملاحظة ورقابة ولذلك يجب على العباد التحرز من هؤلاء الحفظة الكرام ، وعدم فعل مايستحيى منه في ذلك اليوم؛يوم القيامة،كما قال علقمة : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث نسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح ، وأن يجنبنا السيئات ؛ وأن يجعلنا –برحمته – ممن يأخذ كتابه بيمينه ، ويقول { هآؤُمُ اقرأوا كتابيه } اللهم أرحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين . ------------------------------------------------ (1) الفوائد لابن القيم ص 24 ط الأولى