كتابة الأعمال الحلقة التاسعة
نبذة عن الفيديو
بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع كتابة الأعمال والتي هي بعنوان : المبحث الخامس : يوم القيامة يأخذ المؤمن كتابه بيمينه، والكافر بشماله قال تعالى :{ فأما من أُوتى كتابه بيمينه فيقول : هآؤُمُ اقرأوا كتابيه ، إني ظننت أني ملاق حسابيه }(1) قال ابن كثير : يخبر تعالى عن سعادة من أوتى كتابه يوم القيامة بيمينه ، وفرحه بذلك ،وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه : { هاؤم اقرأوا كتابيه } ، أي :خذوا اقرأوا كتابيه،لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة،لأنه ممن بدّل الله سيئاته حسنات (2) وقال تعالى : { وأما من أُ وتى كتابه بشماله فيقول : ياليتني لم أُت كتابيه ، ولم أدر ما حسابيه } … الآية (3) قال ابن كثير :" وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطى أحدهم كتابه في العرصات بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم … (4) وقال تعالى :{ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ، فمن أُتى كتابه بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً } (5) قال ابن كثير :" أي: من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح ، يقرؤه ، ويحب قراءته " … (6) هذا الكتاب لم يغادر كبيرة ولا صغيرة ؛ ولذلك فرح المؤمن بإستلامه ، ورفعه عالياً ليقرأه كل من رأه ، أما الكافر ؛فإنه تمنى أن لم يؤت كتابه ، وأنه لم يدر شيئاً عن حسابه بل دعا على نفسه أن تكون الموتة الأولى هي القاضية ، وأنه لم يبعث للحساب … ------------------------------------------------ (1) الحاقة / 19، 20 ، (2) تفسير ابنة كثير ج 8ص 240 ، (3)الحاقة / 25 ، 26 ، (4) تفسير ابن كثير ج 8 ص 242 (5 ) الإسراء / 71 ، (6) تفسير ابن كثير ج 5 ص 96 0000000000000000000000000000 المبحث السادس: غفلة وشك كثيرمن الناس عن هذا الأمر قال تعالى:{لقد كنت في غفلة من هذا،فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد}(1) قال ابن كثير :" … يعني من هذا اليوم ، { فكشفنا عنك ، غطاءك ، فبصرك اليوم حديد } أي: قوي ، لأن كل واحد يوم القيامة يكون مستبصراً ، حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الإستقامة، لكن لا ينفعهم ذلك ، { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } (2) ، وقال تعالى : { ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ، ربنا أبصرنا وسمعنا ، فأرجعنا نعمل صالحاً ، إنا موقنون } (3) (4) وقال تعالى :{ وأنذرهم يوم الحسرة ، إذ قُضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون } (5) قال ابن كثير :" أي: أنذر الخلائق يوم الحسرة ، { إذقُضي الأمر } ، أي: فصل بين أهل الجنة وأهل النار ، ودخل كل إلى ما صار إليه مخلداً فيه ، { وهم } ، أي:اليوم { في غفلة } عما أنذروا به ، { وهم لا يؤمنون } ، أي: لا يصدقون به " (6) وقال تعالى:{وإذ أخذ ربك من بني~ آدم من ظهورهم ذريتهم،وأشهدهم على~أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنآ أن تقولوا يوم القيامة : إنا كنا عن هذا غافلين } (7) أما الشك : فقال تعالى :{ وإنهم لفي شك منه مريب } (8) قال ابن كثير :" أي: وما كان تكذيبهم له عن بصيرة منهم لما قالوا ، بل كانوا شاكين فيما قالوا ، غير محققين لشيء كانوا فيه .هكذا وجهه ابن جرير ، وهو محتمل (9) وقال قوم صالح لنبيهم ،قال تعالى :{ وإننا لفي شك مما تدعونآ إليه مريب } (10) قال ابن كثير :" أي شك كثير " (11) وقال قوم موسى لموسى ، قال تعالى :{ وإنا لفي شك مما تدعوننآ إليه مريب } (12) قال ابن كثير :" يقولون : لا نصدقكم فيما جئتم به ؛ فإن عندنا فيه شكاً قوياً " (13) -------------------------------------------------------------------------- (1) ق / 22 ، (2) مريم / 38 ، (3) السجدة / 12 ، (4) تفسير ابن كثير ج 7 ص 379 ، 380 ، (5) مريم /39 (6) تفسير ابن كثير ج 5 ص 227 ، (7) الأعراف / 172 ، (8) هود / 110 ، فصلت / 45 ،(9) تفسير ابن كثير ج 7 ص 173،(10) هود / 62 ، (11) تفسير ابن كثير ج 4 ص 263،(12) إبراهيم / 9 ،(13) تفسير ابن كثير ج 4ص301 إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم