كتابة الأعمال الحلقة السابعة
نبذة عن الفيديو
بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع كتابة الأعمال والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : المبحث الرابع : الشهود على الإنسان يوم القيامة وقال تعالى :{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } (1) قال القرطبي : " المعنى : يوم تشهد ألسنتهم بعضهم على بعض بما كانوا يعملون من القذف والبهتان . وقيل : تشهد عليهم ألسنتهم ذلك اليوم بما تكلموا به .{ وأيديهم وأرجلهم } أي وتتكلم الجوارح بما عملوا في الدنيا … (2) وقال تعالى:{يامعشرالجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقآء يومكم هذا ؟ قالوا : شهدنا على~ أنفسنا ، وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على~ أنفسهم أنهم كانوا كافرين } (3) قال ابن كثير :" أي أقررنا أن الرسل قد بلغونا رسالاتك ، وأنذرونا لقاءك ، وأن هذا اليوم كائن لا محالة " (4) 2- الأرض : قال تعالى:" إذا زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها ،وقال الإنسان :مالها ؟،يومئِذٍ تحدث أخبارها،يأن ربك أوحى لها } (5) قال ابن كثير :" قوله :{ يومئذ تحدث أخبارها } أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها " وعن أبي هريرة قال : قرأرسول الله – صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يومئذ تحدث أخبارها } قال : (( أتدرون ما أخبارها ؟)) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : (( فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها،أن تقول :عمل كذا وكذا،يوم كذا وكذا،فهذه أخبارها ) (6) (1) النور / 24 ، (2) تفسير القرطبي ج 12 ص 210 ، (3) الأنعام / 130 (4) تفسير ابن كثير ج 3 ص 332 ، (5) الزلزلة / 1- 5 (6) تفسير ابن كثير ج 8 ص 481 ، والحديث أخرجه أحمد في المسند ج2 ص 374 ، والترمذي ( تحفة الأحوذي ج 7 ص 116 رقم الحديث 2546 ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ................................................................................... 3- الملائكة ( الحفظة ) كل ما يكتبه الملائكة الكرام الحفظة ؛ الذين يحفظون الأعمال بكتابتها وتسجيلها في سجلات وبطاقات ، كل ذلك شهادة للصالحين المؤمنين الأبرار، وشهادة على الفاسقين الكفار الفجار … وأخرج مسلم بسنده من حديث أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فضحك فقال : (( هل تدرون مم أضحك ؟ )) قال : قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : (( من مخاطبة العبد ربه . يقول : يارب ألم تُجرني من الظلم ؟ قال : يقول: بلى . قال : يقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني . قال : فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً . وبالكرام الكاتبين شُهُوداً …. )) الحديث (1) واخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ،فيسألهم – وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون )) (2) قال ابن حجر :" قوله (( فيسألهم )) قيل الحكمة فيه إستدعاء شهادتهم لبني آدم بالخير ، واستنطاقهم بما يقتضي التعطف عليهم .. (3) ------------------------------------------- (1) صحيح مسلم ، الزهد ، حديث رقم 17 ج 4 ص 2280 (2) صحيح البخاري ، مواقيت ، باب فضل صلاة العصر ، ( فتح الباري ج 2 ص 33 ) رقم 555 (3) فتح الباري ج 2 ص 37 0000000000000000000000 4-الأنبياء : قال تعالى :{ فكيف إذا جئناك من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلآء شهيداً } (1) قال ابن كثير :" يقول تعالى مخبراً عن هول يوم القيامة ، وشدة أمره وشأنه ؛ فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة وحين يجيء من كل أمة بشهيد – يعني : الأنبياء عليهم السلام ؟ كما قال تعالى:{وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء } … الآية ، وقال تعالى :{ ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم } … الآية " (2) وقال تعالى :{ ما قلت لهم إلا مآ أمرتني به~ أن اعبدوا الله ربي وربكم ، وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ، وأنت على كل شيء شهيد } (3) إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم