كتابة الأعمال الحلقة الرابعة

نبذة عن الفيديو

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع كتابة الأعمال والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : المبحث لثاني : الكاتبون هم الملائكة: وأخرج البخاري بسنده من حديث رفاعة بن رافع الزرقي قال : كنا يوماً نصلي وراء النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، فلما رفع رأسه من الركعة قال : (( سمع الله لمن حمده )) قال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه . فلما انصرف قال : (( من المتكلم ؟)) قال : أنا . قال : (( رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول )) (1) قال ابن حجر :" … ولا تعارض بين روايتى يكتبها ويصعد بها لأنه يحمل على أنهم يكتبونها ثم يصعدون بها،والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة،ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً (أن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر) الحديث،واستدل به على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة … " (2) وقال ابن كثير :" وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه ، فبلغه عن طاوس أنه قال : يكتب الملك كل شيء حتى الأنين . فلم يئن أحمد حتى مات رحمه رحمه الله " ( 3) وقال تعالى:{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق،إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون} (4) قال ابن كثير :" أي: إنا كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم . (5) ويتضح مما سبق أن الملائكة الكرام هم الذين يكتبون أعمال العباد ، ويسجلونها بالكيفية التي علمهم الله إيّاها ، وقد أعطاهم الله قدرة كبيرة جداً ، وقوة مراقبة وملاحظة شدية جداً ، بحيث يطلعون على كل مايفعله الإنسان ؛ كبيره وصغيره ، عظيمه ، وحقيره ، أعمال البر ، والخير ، وأعمال الأثم والشر ، ماكان معلناً ، وما كان مستتراً ، بل وفي كل حال ، وفي كل زمان ، وفي كل مكان … ----------------------------------------------------------------------- (1) صحيح البخاري ، الأذان ، باب 797 رقم 799 ، ( فتح الباري ج 2 ص 284 ) ، (2) فتح الباري ج 2 ص 287 (3) تفسير ابن كثير ج 7 ص 377 ، (4) الجاثية / 29 (5) تفسير ابن كثير ج 7 ص 256 ......................................................................... المبحث الثالث : كيفية كتابة الحسنات والسيئات أولاً : الحسنات : إذا هم العبد بفعل الحسنة فلم يعملها؛فإن الله يكتبها له حسنة واحدة وإذا هم العبد بفعل الحسنة فعملها ؛ فإن الله يكتبها له عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة . ثانياً : السيئات : إذا هم العبد بفعل السيئة فلم يعملها ؛ فإن الله يكتبها حسنة كاملة . وإذا هم العبد بفعل السيئة فعملها؛فإن الله يكتبها سيئة واحدة . أخرج مسلم بسنده من حديث ابن عباس عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى ؛ قال : [ إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك . فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها ، كتبها الله سيئة واحدة ] (1) ثالثاُ : هل يكتب الملك كل شيء من الكلام ؟ قال ابن كثير: إختلف العلماء : هل يكتب الملك كل شيء من الكلام ؟ أو إنما يكتب مافيه ثواب وعقاب ؟،على قولين : الأول قول : الحسن وقتادة . والثاني : قول ابن عباس ، وظاهر الآية الأول،لعموم قوله:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } رابعاً : هل يكتب الملك أعمال القلوب ؟ لاشك أن الملك يكتب جميع الأعمال الظاهرة ؛ بل لاخلاف في ذلك ، والنصوص تدل على ذلك ، لكن الخلاف في كتابة أعمال القلوب . ذهب ابن أبي العز شارح الطحاوية إلى أن الملك يكتب جميع الأعمال بما في ذلك أعمال القلوب وأحتج بقوله تعالى :{ يعلمون ما تفعلون } (2) إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم --------------------------------------------------------------------