كتابة الأعمال الحلقة الثالثة

نبذة عن الفيديو

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة في موضوع كتابة الأعمال والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : المبحث لثاني : الكاتبون هم الملائكة: قال ابن كثير :" يعني ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه …{ إذ يتلقى المتلقيان } يعني الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان { عن اليمين وعن الشمال قعيد } أي: متربص { ما يلفظ } أي : ابن آدم { من قول } أي: ما يتكلم بكلمة { إلا لديه رقيب عتيد } أي : إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها ، لا يترك كلمة ولا حركة ، كما قال تعالى :{وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين ، يعلمون ماتفعلون } … قال الأحنف بن قيس : صاحب اليمين يكتب الخير ، وهو أمير على صاحب الشمال … ، وقال الحسن البصري وتلا هذه الآية :{ عن اليمين وعن الشمال قعيد } : ياابن آدم ، بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك ، والآخر عن شمالك ، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ، فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر حتى إذا مت طُويت صحيفتك ، وجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة … " وقال ابن عباس في قوله تعالى :{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله : أكلت ، وشربت ، ذهبت ، وجئت ، ، رأيت . حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه خيرأو شر وألقى سائره،وذلك قوله تعالى :{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } (1) وأخرج أحمد بسنده من حديث بلال بن الحارث المزني قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله – تعالى –ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت يكتب الله – عزوجل – له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله – تعالى- عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه )) فكان علقمة يقول : كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث " ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وقال الترمذي : حسن صحيح (2) وذكره الألباني ، وعزاه إلى مالك ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن حبان ، والحاكم . ثم قال : صحيح (3) --------------------------------------------------------------------- (1) تفسير ابن كثير ج 7 ص 376، 377 ، (2) مسند الإمام أحمد ج 3 ص 469 ، (3) صحيح الجامع رقم 1615 000000000000000000000 وأخرج الطبراني بسنده من حديث أبي أمامة أن رسول الله– صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطيء، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتبت واحدة ) (1) وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : (( قال الله عز وجل :[ إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ، فإن عملها فاكتبوها سيئة ،وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة ، فإن عملها فاكتبوها عشراً )) (2) وهؤلاء الكتبة الكرام ، الأقوياء ، والأشداء في المراقبة والملاحظة ؛ يكتبون كل شيء ، ولذلك ينادون الكفار يوم القيامة ، عندما يرون كتاب أعمالهم قائلين :{ يا ويلتنا ، ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولايظلم ربك أحداً } (3) وهؤلاء الملائكة الكرام الذين يسجلون أعمال العباد ، أيضاً يرفعونها بعد تسجيلها إلى رب الأرباب ، ويسألهم عن عباده وهو أعلم بهم : قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -:(( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسالهم ـوهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون )) (4) قال ابن حجر :" وفيه من الفوائد … الإخبار بما نحن فيه من ضبط أحوالنا ، حتى نتيقظ ، ونتحفظ في الأوامر والنواهي … " (5) ------------------------------------------------------------------------- (1) انظر صحيح الجامع للألباني ج 2 ص212 رقم 2093 ثم قال : حسن (2) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب إذا هم العبد بحسنة ج 1 ص 117 رقم 203 (3) الكهف / 49 (4) صحيح البخاري ، المواقيت ، باب فضل صلاة العصر ج 2 ص 33 رقم 554 من حديث قيس بن جرير ، صحيح مسلم كتاب المساجد حديث رقم 210 ، (5) فتح الباري ج 3 ص 37 .................................................................................. إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم