كتابة الأعمال الحلقة الثانية

نبذة عن الفيديو

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع كتابة الأعمال والتي هي بعنوان : عدل الله يقتضي ، كتابة أعمال العباد المبحث الأول :عدل الله يقتضي ، كتابة أعمال العباد : قال تعالى :{ وكل إنسان ألزمناه طآئره في عنقه ، ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } (1) قال ابن كثير :" … والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظٌ عليه ، وقليله وكثيره ، يكتب عليه ليلاً ونهاراً ، صباحاً ومساء اً … وقال معمر ، عن قتادة :{ ألزمناه طائره في عنقه } ، قال : عمله – { ونخرج له يوم القيامة } ، قال : نخرج ذلك العمل { كتاباً يلقاه منشوراً } – قال معمر : وتلا الحسن البصري :{عن اليمين وعن الشمال قعيد } ، يا ابن آدم ، بسطت لك صحيفتك ، ووكل بك ملكان كريمان ، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك ،فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ، فاعمل ماشئت ، أقلل أو أكثر ، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة كتاباً تلقاه منشوراً ، { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } ، قد عدل – والله – عليك من جعلك حسيب نفسك " ثم قال ابن كثير : هذا من أ حسن كلام الحسن ، يرحمه الله . " (2) والله سبحانه وتعالى أعدل العادلين ، بل أمر بالعدل قال تعالى :{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذي القربى … } (3) فهذا قمة العدل ، أن يكون الإنسان هو حسيب نفسه ، بالحجة القاطعة التي قد أثبتت في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وهذا قول من خصم نفسه يوم القيامة قال تعالى : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون : ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلآ أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربك أحداً } (4) ، اللهم عاملنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك . ------------------------------------------------------------------------- (1) الإسراء / 13،14 ، (2) تفسير ابن كثير ج 5 ص 49 ، (3) النحل / 90 ، (4) الكهف / 49 .................................................................... المبحث لثاني : الكاتبون هم الملائكة: قال تعالى :{ إن رسلنا يكتبون ما تمكرون } (1) قال ابن كثير :" الكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ، ويحصونه عليه ، ثم يعرضونه على عالم الغيب والشهادة ، فيجازيه على الحقير والجليل ، والنقير والقطمير " (2) وقال تعالى:{أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجواهم،بلى ورسلنا لديهم يكتبون}(3) قال ابن كثير :" أي : نحن نعلم ماهم عليه ، والملائكة أيضاً يكتبون أعمالهم ، صغيرها وكبيرها " (4) وقال تعالى :{ وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين ، يعلمون ما تفعلون} (5) قال ابن كثير :" يعني : وإن عليكم لملائكةً حفظة كراماً ، فلا تقابلوهم بالقبائح ،فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم " (6) وأخرج النسائي بسنده من حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : (( إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة ، فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف .)) الحديث(7) وذكره الألباني في صحيح الجامع ،ثم قال : صحيح (8) وقال السيوطي : ولأبي نعيم في الحلية ( إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور ، وأقلام من نور ) قال الحافظ ابن حجر : وهو دال على أن الملائكة المذكورين غير الحفظة " (9) وقال تعالى :{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } (10) ---------------------------------------------------------------------- (1) يونس / 21 ، (2) تفسير ابن كثير ج 4 ص 195 ، (3) الزخرف / 80 ، (4) تفسير ابن كثير ج 7 ص 227 (5) الإنفطار / 10 - 12 ، (6) تفسير ابن كثير ج 8 ص 365 ، (7) سنن النسائي ، كتاب الجمعة ، باب التبكير إلى الجمعة ج 3 ص 97 ط دار أحياء التراث ، (8) رقم 786 ، 787 (9) سنن النسائي ج 3 ص 97 الهامش ، (10) ق / 16 – 18 ...................................................................... إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم