كتابة الأعمال الحلقة الأولى
نبذة عن الفيديو
كتابة الأعمال ( المختصر) { ما يلفظُ من قولٍ إلاَّ لديهِ رقيبٌ عتيدٌ } إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } (1) { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } (2) { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }(3) وبعد : فهذه الحلقة الأولى في موضوع كتابة الأعمال والتي هي بعنوان : المقدمة والتعريفات من يقرأ قول المجرمين يوم القيامة عندما يقرؤن كتبهم وقد سجل فيها الكرام الكاتبون كل أفعالهم القبيحة كبيرها وصغيرها ، عظيمها وحقيرها …قال تعالى حكاية عن قولهم هذا :{ ويقولون : ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادرصغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضراً } الآية من يقرأ مثل هذه الآيات يفرق فرقاً كبيراً ، ويتمنى أن يرحمه الله ، وأن يجعله من المؤمنين الأتقياء ، ولا يجعله من المجرمين الأشقياء … وقد يخطر في البال أن يعرف الإنسان؛ماهو هذا الكتاب؟، ومن يسجل فيه الأعمال؟ وكيف تسجل هذه الأعمال ؟ ، وهل تسجل كل الأعمال ؟ أم أنه يفوت علىالمسجلين بعضها؟أسئلة كثيرة كان هذا البحث المتواضع إجابة عليها ؛ إن وفقت فالتوفيق من الله سبحانه وتعالى ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة ، وإذا نبهت إلى ذلك الخطأ؛ وتبين لي أنه خطأ فعلاًفسأرجع عنه ، وأدعو لمن أسدى إلىّ عيوبي بجزاك الله خيراً واحمد لله أولاً وآخراً . ------------------------------------------------------------------------- (1) آل عمران / 120 ، (2) النساء / 1 ، (3) الأحزاب / 70 ، 71 ................................................................................ التعريفات : الكتابة : في اللغة : يأتي على أربعة وجوه : 1- كتب بمعنى فرض،قال تعالى:{كتب عليكم القصاص} (1)،وقال تعالى : { كتب عليكم الصيام } (2) ، وقال تعالى :{ كتب عليكم القتال } (3) . 2- كتب بمعنى قضى ، قال تعالى :{ كتب الله لأغلبن } (4) ، وقال تعالى :{ قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا } (5 3- كتب بمعنى جعل ، قال تعالى :{ أولئك كتب في قلوبهم } (6) ، وقال تعالى :{ فاكتبنا مع الشاهدين } (7) . 4-كتب بمعنى أمر،قال تعالى:{ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم } (8) (9) والكتب : ضم أديم إلى أديم بالخياطة … والكتابة في الإصطلاح : كتبه : خطه ، واكتتبه : استملاه ، وكتب : ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط ، والأصل في الكتابة : النَّظم بالخط ، لكن يستعار كل واحد للآخر ، ولهذا سُمى كلام الله ، وإن لم يُكتب : كتاباً ، قال تعالى :{ الم~ ، ذلك الكتاب } (10) ، والكتاب : ما يكتب فيه ، والمكتب : موضع التعليم ، والكتاب مصدر ، يقال : كتب يكتب كتاباً وكتابة ، ثم سمي به المكتوب … (11) أما الأعمال : العمل : المهنة والفعل ، والجمع : أعمال ، واستعمله : طلب إليه العمل ، والعمل يستعمل في الأعمال الصالحة والسيئة ، قال تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات }(12) ، وقال تعالى :{ ومن يعمل سوء اً يجز به } (13) .إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم