أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة في موضوع الحسيب
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع(الحسيب)وهي بعنوان : *وقفة مع"إيمانًاواحتسابًا" : قول الرجل للآخر : (حسيبك الله ) له أربعة معان :” الأوّل : العالِم فيكون الكلام قد خرج مخرج التهديد، فهو كقوله: الله مطّلع وعالم بما تفعله. والثاني : الاقتدار فكأنّه يقول: الله قديرٌ عليك. والثالث : الكفاية فالله كافيك وناصرك. والرابع: المحاسبة فيكون المقصود: الله محاسبك على أفعالك. يُسمى الله بـ ” الحاسب ” أورد بعض العلماء تسمية الله تعالى باسم “الحاسب” واستدلّوا على هذا الاسم بقول الله تعالى: {وكفى بنا حاسبين} الأنبياء:47 وقوله تبارك وتعالى، {وهو أسرع الحاسبين} الأنعام:6 وعلى الرغم مما ذكروه إلا أنه لا يظهر مشروعية تسمية الله تعالى بهذا الاسم ، فلا ينبغي أن نثبته له ، فإن الأدلّة التي قاموا بإيرادها لا تدلّ صراحةً على هذه التسمية، وإنما استنبط العلماء هذا الاسم من الألفاظ القرآنيّة الدالة على الصفة فحسب، لذلك نجد أن أكثر العلماء من الذين اعتنوا بجمع أسماء الله وتحقيقها لم يوردوا هذا الاسم. [الأنترنت - نادي غَيْم الدعوي - نادي التوعية الدينية بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بالجبيل .] وقال الشيخ خالد السبت : حديثنا عن اسم من أسماء الله -تبارك وتعالى- وهو (الحسيب) وسيكون هذا الحديث -بإذن الله- متضمناً لأربع قضايا: الأولى: في بيان معنى هذا الاسم الكريم. الثانية: في ذكر ما يدل عليه من الكتاب، والسنة. الثالثة: في ذكر ما يدل عليه هذا الاسم. الرابعة: في الكلام على آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم. أولا: ما يتصل بمعنى هذا الاسم الكريم: الحسيب في لغة العرب يدل على معانٍ متعددة، والذي يناسب في هذا المقام من هذه المعاني فيما يتصل بأسماء الله –جل جلاله- قد لا يزيد عن ثلاثة. المعنى الأول: من معاني (الحسيب) في لغة العرب هو: (الكافي)، تقول: حسبي، يعني: كفاني، حسبي كذا، حسبي منك كذا يعني: يكفيني كذا، إذا أعطاك أحد شيئاً،فاكتفيت،ثم قلت: حسبي، يعني: كفاني[انظ:جمهرة اللغة1/277] المعنى الثاني: لـ(الـحسيب)، هو: أنه الذي يحاسب، فهي صيغة مبالغة، حسيب على وزن فعيل، يحاسب، فالذي يحاسب غيره يقال له: حسيب[انظر: تهذيب اللغة (4/192)، وانظر: الزاهر في معاني كلمات الناس (1/6).] والمعنى الثالث -وهو قريب من المعنى الثاني- وهو المحصي، الذي يحصي الأشياء، لا يفوته منها شيء،[انظر: تفسير الطبري (20/278).كما سيأتي.] فهذه المعاني الثلاثة صحيحة في حق الله -تبارك وتعالى-، وهي من جملة ما يفسر به هذا الاسم الكريم، فيقال: الله -تبارك وتعالى- هو الحسيب، يعني: الكافي من الحَسْب، بمعنى: الكفاية، وهذه الكفاية بنوعيها: الكفاية العامة لعموم الخلق، فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يرزقهم، ويعطيهم، وهو الذي يخلقهم، وهو الذي يكفيهم كل ما يحتاجون إليه، فلا يفتقرون إلى أحد سواه؛ لأن الله -تبارك وتعالى- هو الذي خلق الناس، والخلائق، وخلق الأرض، وقدر فيها أقواتها، فكل ما يحصل للناس إنما هو من فضل الله جل جلاله- ، وكفايته، وهذه الكفاية قد جعل الله جل جلاله- سنته في هذا الكون أن جعل الأسباب، والمسببات، وهو جل جلاله- خالق الأسباب، كما أنه خالق المسببات، فينبغي أن ينظر إلى هذا المعنى بهذا الاعتبار، فهذه الوسائط التي يتحصلون بواسطتها على ما يحتاجون إليه من أرزاقهم، وأقواتهم هو الذي هيأها، وخلقها، وهداهم إليها، يعني: حينما خلق الله -تبارك وتعالى- الأرض، وهيأ فيها الأرزاق، والمعايش،وذللها هدى هذه المخلوقات إلى ما يكون به قوامها، وما يحصل به ما تتحقق به معايشها، علّمهم ذلك، وهداهم إليه هداية فطرية. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم