أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة في موضوع الحسيب

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (الحسيب ) وهي بعنوان : *وقفة مع "إيمانًا و احتسابًا" : جاء في فتح الباري : والمراد بـِ " الإيمان " : الاعتقاد بحق فرضية صومه ، و المراد بـِ " الاحتساب " طلب الثواب من الله تعالى . وقال الخطابي " احتسابا " : أي عزيمة ،وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير كارهة له ، ولا مستثقلة لصيامه ولا مستطيلة لأيامه . وفي مثل هذا يقول ابن الجوزي : قوله صلى الله عليه وسلم : " إيمانا و احتسابا " أي تصديقا بالمعبود الآمر له ،وعلما بفضيلة القيام ووجوب الصيام ،وخوفا من عقاب تركه،ومحتسبا جزيل أجره،وهذه صفة المؤمن. وهذا الحديث دليل بيِّن على أن الأعمال الصالحة لا تزكو ولا تتقبل؛ إلا مع الايمان و الاحتساب و الإخلاص و صدق النيات والله أعلم ومن لطائف هذا الحديث : أنّ المعَوَّل على القبول لا على الاجتهاد وحده ، بل بـ "بـر القلوب" معه ، فرُب قائم حظه من قيامه السهر ،وكم من قائم محروم ، وكم من نائم مرحوم ؛ نام وقلبه ذاكر وذاك قام وقلبه فاجر! لكنَّ العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات. معنى الحسيب في حقّ الله تعالى : الكافي – سبحانه – جميع عباده كل ما يحتاجون إليه من المنافع، الدَّافع عنهم كل ما يكرهون من المساوئ يقول الشيخ السعدي في تعريف هذا الاسم : “الحسيب: هو العليم بعباده، كافي المتوكلين همومهم وغمومهم ، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها. والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل ، وبالفضل، و يحفظ أعمال عباده من خير وشر، فهو الذي يحاسب كل الخلائق، يوم يردون إليه، وقد أحصى منهم كلَّ شيءٍ عددًا، لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرَّة، في الأرض ولا في السموات العلى يُحاسبهم عليها ويُجازيهم بها على حسب مقتضيات أعمالهم () قال تعالى: {وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} الأنبياء. و قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه*فسوف يحاسب حسابا يسيرا*وينقلب إلى أهله مسرورا*وأما من أوتي كتابه وراء ظهره*فسوف يدعوا ثبورا*ويصلى سعيرا} الانشقاق:8-12 :” أربع ورقات برسيم وهو الذي يُحصي أعداد المخلوقات، وهيئاتها، وما يميِّزها، ويضبط مقاديرها، وخصائصها، ويحصي أعمال المكلَّفين، في مختلف الدواوين. والله تعالى هو: {أسرع الحاسبين} الأنعام. لا أحد أسرع حسابًا منه، فلا يشغله حساب أحدٍ عن أحد. والحسب هو الكفاية، ونحن نقول: حسبي الله ونعم الوكيل، ونقصد بأن الله هو كافينا من كلّ شيء :” و كفايته لعباده نوعان: الأولى: كفاية عامّة للخلائق كلها بإيجادها، وإرزاقها، وإمدادها، لكل ما خلقت له، وهيَّأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم، ويقنيهم و الثانية: كفاية خاصة لعباده الموحِّديـن، المخلصيـن لـه فـي العبوديـة ، بالنصر والتمكين، الدافع عنهم في كلِّ ما يكرهون، الكافي لكل أمورهم في الدنيا والدين، قال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} الأنفال ، أي كافيك، وكافي أتباعك ، فعلى قدر المتابعة تكون الكفاية والنصرة والعناية قلب أسود عريض وأخَصّ من ذلك: أنه الحسيب للمتوكِّلين، قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} الطلاق: : 3 أي: كافيه كل أموره الدينية، والدنيوية، فيغنيه عن كلِّ ما سواه من البرية، فكفاية الله تعالى لعبده، بحسب ما قام به من متابعة الرسول، ظاهرًا، وباطنًا، وقيامه بعبودية الله تعالى . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم