أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة في موضوع الحسيب

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الحسيب ) وهي بعنوان : أدب المؤمن مع ربه واعلم أنه من أدب المؤمن مع ربه أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه غداً على الكبيرة والصغيرة، ويطالبه بالنقير والقطمير ومن وراء علم العبد بذلك عليه أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره، فيطالب قلبه بالقيام بالحقوق قبل أن يطالبه سواه، ومتى راقب العبد معنى الحسيب تجلّى له نور الله القريب، فانبثق في قلبه نور فإذا نفسه تحاسبه على التقصير في الطاعة وتذكّره بحساب يوم القيامة :” وختامًا : إذا ولّى الزمان، وجفا الإخوان، وأعرض القريب، وشمت العدو، وضعفت النفس، وأبطأ الفرج، فاثبت لأن حسبك الله :” إذا داهمتك المصائب، ونازلتك الخطوب، وحفّت بك النكبات، وأحاطت بِك الكوارث، فاثبت لأن حسبك الله :”” لا تلتفت إلى أحد من الناس، ولا تدعو أحداً من البشر، ولا تتجه لكائن من كان غير الله.. لأن حسبك الله. إذا ألمّ بك مرض، وأرهقك دين، وحلّ بك فقر، أو عرضت لك حاجة، فلا تحزن لأن حسبك الله. إذا أبطأ النصر، وتأخر الفتح، واشتد الكرب، وثقل الحمل، وأدلهمّ الخطب. فلا تحزن لأن حسبك الله إذا وقعت في ظلمٍ شديد وضاقت بك الأرض بما رحبت ولم تجد أحداً ينصفك ، لا تقلق لأن حسبك الله ، يكفيك ما أهمّك ، وينصرك على من ظلمك ، ويقيك كلّ ذي شرّ جدد علاقتك مع الله ، كن منه أقرب .. استشعر هذا الاسم العظيم واربطه بجوانب حياتك ، علق قلبك بالله ، وانظر لازدهار حياتك حينها :” استيقن أنّ الله هو حسبك وكفى به حسيباً [الأنترنت - نادي غَيْم الدعوي ]‏‏ ومن آثار الإيمان باسم الحسيب : لا مفر من حساب الله: الله لا يشغله حساب أحد عن أحد، ولن يكون هناك دور تنتظر فيه ولن يكون هناك مفر من هذا الحساب، الكل سيحاسب وبدقة شديدة عن كل صغيرة وكبيرة، قال جلّ في علاه :{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [غافر : 17] وهو أسرع الحاسبين سبحانه وتعالى. إن الحسيب معناه الكافي : انظر إلى هذا الدعاء الجميل الذي نردده كثيرا لكن نحتاج أن نستشعره بقلوبنا، في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-حين ألقي في النار وقالها محمّد -صل الله عليه وسلم - حين قالوا{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }(آل عمران173)" (صحيح البخاري) ما أحبّ هذا الدعاء إلى القلوب "حسبنا الله" تشعر بها بالسكينة على قلبك،الله يكفيني، يكفي قلبي فلا أقلق ولا أنزعج ولا أرتاب ولا تصيبني من جرّاء الخوف أي إساءة ولا أي إشكال كيف وقد أنزل ربي سبحانه وتعالى على قلبي برد الرضا فصرت ساكناً هادئاً مرتاحاً. إذاً فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه لا غنىً له عنه بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء. فتجد دائما العبد المنيب إلى ربه دائم الاتصال بربه وكلمة (يارب ) هذه لا تخلو منها ساعة من وقته " يارب" دائماً يارب اغفر لي ،يارب تب عليّ ،يارب استرني ،يارب يارب ليس لي سواك.. يارب يارب.. يتصل بالله سبحانه وتعالى في كل وقت وفي كل حين . لاشك أن المعنى الثالث : الذي ينبغي أن نتوقف عنده ملياً في اسم الله تعالى الحسيب هي مسألة المحاسبة : إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم