أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والخمسون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والخمسون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *كيف نتعبد الله تعالى باسمه الشكور؟ لم يرد الدعاء باسم الله الشكور، لكن ورد الدعاء بمقتضاه كما في قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) فأمرنا الله عز وجل بالشكر . ومنه قول إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم أرشدنا إلى طريقة جميلة في الاجتهاد في الدعاء يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه الامام أحمد و الحاكم و صححه الألباني: (أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء قولوا اللهم أعنا على ذكرك شكرك و حسن عبادتك) والدعاء هو العبادة فالاجتهاد في الدعاء اجتهاد في العبادة. *الشكر خير من الذهب والفضة : ففي سنن الترمذي و صححه الألباني من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما نَزَلَتْ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ .} قال : كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعْضِ أسفارِه ، فقال بعضُ أصحابِه : أُنْزِلَت في الذهبِ والفِضَّةِ لو عَلِمْنا أَيُّ المالِ خيرٌ فنتخذَه . فقال : أَفْضَلُه لسانٌ ذاكِرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ مؤمنةٌ تُعِينُه على إيمانِه) . فانظرن ماذا يسألونه وبماذا يجيب؟ تقول الأستاذة أمل الغفيلي : أصيبت إمرأة بمرض نفسي، فقال لها الطبيب : أكتبي المنح وَالمحن عندك، تقول : أخذت القلم ثم خجلت..ياترى كم (المنح) لا تُحصى، وكم (المحن) لا تتجاوز الصفحة؟ - كل ما يأتيك من ربك من نعمة ينبغي أن تقدرها وتحفظها وتعظمها، فيكفيك شرفا أنها من الله وقد اختصك وذكرك بهامن بين الناس،فاحفظها بالشكر من الزوال - ربما أعطيت نعمة ورزقًا لم يعطه غيرك فاذكر اختصاص الله لك بها من دون الناس وليلهج لسانك بالشكر مع الإخبات فقد تسلب النعم بقلة شكر النعم وذكر فضله عليك. - أحياناً يوفق الله العبد لأن يقول كلمة ترضيه عنه أويكتب كلاما عن دينه وشرعه يعلي به مقامه في الدنيا والآخرة وهذا الإعلاء من شكرالله له : (إنه غفور شكور) - إياك أن تمل نعمة الله التي أنعم بها عليك من ولد وعلم واذكر فإن هذا الملل ربما يسلبك إياها؛ فتنقل من يدك إلى يد غيرك ممن يفرح بها ويشكرها شكراً عظيماً. - كم هي النعم التي نعيش فيها ولانشعر بها بل وننسى شكر الله عليها لأننا لا نعدها أصلاً نعما طيلة ما أننا نبصر متاعبنا فقط فيظهر التذمر منا عليها. - كم مرة أغدق عليك ربك من النعم فامتلأ قلبك فرحاً بها، فلما منع عنك بعض مطلوبك حزنت وغضبت! مع أنه ربما اختبر رضاك عنه بالمنع كما رضيت منه العطاء . - إذا أقبلت عليك نعمة مهما كان حجمها فافرح بهاواحمدالله عليهاواقبلها ولوكانت قليلة؛ فإن شعورك بأنها هبة من ربك تجعلك أسعد الناس. - سمع سليمان عليه السلام مقال النملة لقومهاوانذارها لهم"فتبسم ضاحكا" فرحاً بنعمةالله لفهمه مقالها ثم قال شاكراً ربه : (رب أوزعني أن أشكر نعمتك). - لقد قام رسول الله من الليل حتى تفطرت قدماه مع أن الله غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ولما سألته عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك قال : (أفلا أكون عبدا شكوراً) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم