أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والخمسون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والخمسون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :يشكرك حتى على نيتك ذهب إعرابي إلى النبي ومعه ناقة مخطومة (أي ممسوكة من زمامها) فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له النبي: لك بها سبعين ناقة في الجنة كلها مخطومة. يعني حتى هذه لن تضيع!. وهناك قصة كلما اقرأها أتأثر جدا: (أن امرأة بغي سقت كلبا فغفر الله لها فشكرها فدخلت الجنة). لو أحضرنا ألف عالم دين ليشكر امرأة بغي لأنها سقت كلبا، فهل سيفعلوا ؟ لا، لكن الله تبارك وتعالى هو الشكور. يطمئنك الحديث إذا كانت البغي شُكر لها فما بالك بك أنت.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يكسب في يوم ألف حسنة، قالوا: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: يسبح مئة تسبيحة فيعطيه الله عليها ألف حسنة)، وكذلك يقول النبي: (صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية و سنة قادمة)، يشكرك على صيام يوم وهو الشيء القليل فيعطيك الثواب الكثير. شكر لسعد بن معاذ لما جاهد مع النبي، فاهتز لموته عرش الرحمن و تنزل الملائكة تشيع جنازته، يقول النبي (أرى سبعين ألف ملك يحملون جنازة سعد بن معاذ). شكر لسيدنا جعفر بن أبي طالب بعد قطع يديه في غزوة مؤتة، يقول النبي: (أراه الآن في الجنة، أبدله الله بذراعيه جناحين من ياقوت، يطير في الجنة يأكل من ثمارها ويشرب من أنهارها). لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن أبو بكر قد أعطى الكثير، فقال قبل موته: أيها الناس ما منكم من أحد كان له عندنا فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر لم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله عز وجل. لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد، فكيف يكافئ الله نبيه صلى الله عليه وسلم وهو الشكور..؟! أعرفتم لماذا ظل يقول " بل الرفيق الأعلى" ؟ لأنه رأى ما أعد له الشكور. هل تخطط الآن لعمل صدقة أو تقبيل يد أبويك أو إدخال البسمة على شفاه أرملة أو سجود الليل وعبادة رمضان وأنت منتظر عطاء الشكور؟؟ قصة جميلة لتعرف الشكور، ترويها كتب التاريخ الإسلامي. رجل اسمه أبو نصر الصياد شديد الفقر جلس يبكي في المسجد فجاءه إمام المسجد، قال له: ما بك يا أبو نصر؟ قال له: هموم وديون، فأخذه للبحر وقال له: صلي ركعتين وأدعو الله سبحانه، ففعل ثم رمى الشبكة فإذا بها تصطاد سمكة عظيمة. يقول: فأخذتُها وبعتُها في السوق واشتريت بها رُقاقة أطعم بها زوجتي وابني، فإذا أنا عائد فإذا بامرأة وابنها حالهم كحال امرأتي وابني، فنظرت المرأة إلى الرقاقة ونظر الطفل إليها، فقلت لنفسي أعطيهم أم أعطي امرأتي وابني، فقلت ما عند الله خير لن يضيعني، فابتسم الصغير وبكت المرأة، ودخلت البيت وليس عندي شيء، وما هي إلا ساعات حتى وجدت من يطرق الباب، يقول: أهذا بيت أبو نصر الصياد؟ فقلت: نعم، فقال: أبوك قبل أن يموت أعطاني مالا، خذ المال الذي أعطانيه أبوك.. يقول أبو نصر: فظللت أتاجر وزادت أموالي وصرت ثريا، فكنت أتصدق بالألف درهم دفعة واحدة وكأني فرحت بصدقاتي وعطائي، فبت ليلة فرأيت في الرؤيا كأنني في يوم القيامة واسمع المنادي يقول: أين فلان بن فلان؟ زنوا حسناته وسيئاته، حتى جاء دوري، فوقفت على الميزان وجاء الملك فوضع السيئات فرجحت ووضعت الحسنات فلم تزن كأنها لفافة قطن وضعت أمام جبال من السيئات. يقول: أين الأموال الضخمة التي تصدقت بها؟ فإذا تحت الأموال شهوة أو عُجب أو رياء، فاسمع الملك يقول: هل بقي له شيء؟ قيل: نعم بقي له شيء، وانظر لأرى ما هذا الذي بقي، فإذا هي الرقاقة! فوضعت في كفة الحسنات فرجحت ورجحت، ولكن مازالت كفة السيئات، يقول الملك: هل بقي من شيء؟ فقيل: نعم، فإذا بها ابتسامة الطفل فوضعت كأنها شيء يوزن، ووضعت في كفة الحسنات، فتساوت الكفتان، قيل أبقي له شيء؟ فإذا بدموع المرأة، فوضعت في كفة الحسنات وكأنها بحر من الدموع فثقلت الحسنات، فاسمع الملك يقول لقد نجا لقد نجا، فأفقت من نومي وأنا أقول سبحان الشكور الذي شكر الرقاقتين الصغيرتين. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم