أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والخمسون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والخمسون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : يشكرك حتى على نيتك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الدنيا لأربع نفر: الأول آتاه الله مالاً وعلماً فهو ينفق هذا المال في سبيل الله، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا، فهو يقول لو أن لي من المال مثل فلان لأنفقته في سبيل الله، يقول النبي: فهما في الأجر سواء) لما لا تنوي؟ تنوي أن تعبد وتصلي تراويح وتختم ختمتين. تخيل أن أحدهم يسمعنا ويتمنى لو أنه عند الكعبة الآن، لأخذ الأجر. يشكرك على الشهامة. تحكي السيدة أم سلمة فتقول: أن قريش فرقت بينها وبين زوجها وابنها، وهاجر أبو سلمة وهي في بيتها وابنها محبوس، وبعد عام تركها أهلها لتذهب لزوجها فقررت الذهاب للمدينة وحدها بدون ناقة، فقابلها عثمان ابن طلحة عند التنعيم، وكان كافر ومعادى للمسلمين، ولكن تحركت في قلبه الشهامة، فقال: إلى أين يا أم سلمة ؟ قالت: أفر بديني منكم وألحق بزوجي في المدينة، فقال: وحدك ؟! قالت: نعم، قال: ما معك أحد ؟ قالت: لا والله، قال: ما ينبغي لك أن تسافري وحدك، اركبي يا أم سلمة على ناقتي. وأوصلها للمدينة وهو يسير على قدميه. تخيل إذا طلب منك أحد توصيله للأسكندرية ! تقول أم سلمة: فقلت والله ليشكرنه الله على ما فعل، تقول: ما وجدت رجل أكرم منه.. ما نظر إلي نظرة ولا كلمني كلمة حتى اقتربنا من المدينة، فقال : هنالك زوجك انزلي فاذهبي إليه، ثم أخذ الناقة وعاد. ظل كافر بعدها ثمان سنوات. أسلم يوم فتح مكة.. تقول أم سلمة: فوالله يوم أسلم قلت في نفسي مازلت أظن أن الله سيشكره عليها. انظر للقصة التالية، السيدة أسماء بنت أبي بكر يوم الهجرة هي الوحيدة التي كانت تعرف مكان النبي، وكانت تذهب لهم بالطعام، أبو جهل شعر بذلك، فذهب لها وقال: أين أبوك؟ قالت: لا أدري، فلطمها لطمة أسقطت القرط من أذنها وشقت شفتها، فسالت الدماء، فذهب أبو سفيان يسترضيها - موقف إنساني وهو على الكفر - و ظل يراضيها حتى هدأت. ولما علم أبو بكر قال: اللهم ادخرها لأبي سفيان. واسلم بعد عشرين سنة، لعل الله نجاه بهذا الموقف. الأجمل من أي عطاء حلاوة شعورك بأنه سيشكرك. السيدة خديجة بفطرتها قبل الإسلام كانت تعرف الشكور. أحيانا نمر على أسماء الله الحسنى ونشرد بفكرنا.. تقول السيدة خديجة للنبي وهو عائد من غار حراء وهو يقول: زملوني زملوني، دثروني دثروني، فقالت له: مالك يا ابن العم، فقال لها لقد خشيت على نفسي، فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا، انك لتصل الرحم، وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الدهر. يا جماعة أكثروا من الخير والعبادة، فقد يشكرك الله فيعتقك، أو يكتبك من أهل الجنة أو يحفظ أولادك أو يميتك ميتة جميلة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (صنائع المعروف تقي مصارع السوء). لن يشكرك شكر عادي فيجب أن يكون الشكر أضعافا مضاعفة {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } (فاطر30)، فطالما هناك كلمة شكور يجب أن تجد كلمة زيادة مع القرآن، {...وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشورى23)، {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ...} (يونس26)، أهل الجنة {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } (ق35 )، {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً...} (البقرة 245)، {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ...} (البقرة 261)، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } (النساء40)، الجميل انك لا يمكن أن تقوم بشيء إلا ويشكرك الله ويزيدك كثيرا لأنه شكور، وهو سبحانه وتعالى عطاء فوق عطاء ليزيد من طموحك لتسعى لنيل العطاء أكثر فأكثر، يقول النبي (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب والله لا يقبل إلا طيب فان الله يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوّه حتى يلقى الله يوم القيامة والتمرة كجبل أحد) الفلو هو المهر، إذن ما حال العشر تمرات؟! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم