أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والأربعون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والأربعون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :* خذوا العبرة من أصحاب الجنة واللهِ، إنها قصَّة تستحقُّ التأمُّل والتدبُّر، فالله – تعالى - أراد مِن خلال هذه القِصَّة أن يقول: يا أهل قريش، مثلما جرَى العذاب على أصحاب الجنة، سيَجري عليكم، وعلى كلِّ أمَّة من الأمم تتكبَّر وتَمنع حقوق الفقراء والمساكين - سيكون مَصِيرها كمصير أصحاب الجنَّة، هكذا يعاقِب الله - عزَّ وجلَّ - مَن بَخِل واستغنى، وكلَّ مَن أضمر الشرَّ ونوى السوء. أن من يتهرَّب مِن إخْراج الزكاة: هل سمعتَ برجل تَدعو عليه الملائكةُ كلَّ صباح ومساء؟ وبماذا تدعو عليه؟ تدعو عليه بتَلَف ماله، ولماذا؟ لأنَّه لم يُخرِج زكاةَ ماله، ولم يُنفِق منه في سبيل الله. اجعلْ في بالك تلك الساعةَ التي ستفارق فيها الدُّنيا، وستترك أموالك كلَّها، وستتمنَّى ساعتَها لو ترجع إلى الدُّنيا؛ مِن أجْل أن تفعل شيئًا واحدًا، وهو أن تتصدَّق في سبيل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ*وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾المنافقون : 9 - 11]. قصَّة أصحاب الجنة ما هي إلا رسالة من الله – تعالى - يُذكِّر الناس فيها: إنَّ كلَّ مَن ينفق مالَه في سبيل الله، ويعطي حقَّ الفقراء والمساكين، فإنَّ الله سيبارك له في ماله ونفسه وعِياله، كما فعَل مع الرجل الصالح صاحبِ الجنة. وإنَّ كل أمَّة تَمنع الزكاة، وكلَّ غنِيٍّ يَبخل بأمواله عن الفقراء، وكل مَن يتفَنَّن في الهروب مِن إخراج الزكاة، فعقوبتُه الهلاك والدَّمار، وضياعُ المال - كما حصل لأصحاب الجنة. فيا أهلَ الأموال، ويا أهلَ الثِّمار، ويا أهلَ الكنوز، ويا من ملَكْتُم الدنيا، تذَكَّروا أنَّ الله أنعَم عليكم بهذه النِّعم، فإيَّاكم وكُفرانَ هذه النِّعمة، اشكروا الله، وأدُّوا ما فَرض عليكم، وتذكَّروا قوله - تعالى -: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]. أخطرُ لِباسين هما "الجوع والخوف"؛ لذلك قال - تعالى - لأهل قريش مذكِّرًا لهم بنِعمَتَين عظيمتين: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش : 3 - 4]. وأختم كلامي بهذه القِصَّة الرائعة، ولَيْتنا نَستلهِم منها الدروس والعِبَر، فالسعيد مَنِ اتَّعظ بغيره. يُحكَى أنَّ رجلاً كان يجلس مع زوجته ذاتَ يوم يأكلان الطعام، وإذا بالباب يَطرُق، وإذا بالطَّارق مسكين، وكان أمامَ الرجل دَجاجة، فقالت له زوجتُه: ألا أتصدَّق بها على هذا المسكين؟ فقال لها: بل اذهَبي، واطرديه عن الباب. ومرَّتِ الأيام، وأُصيب الرجل بالفقر، فطلَّق زوجتَه، وبعدما طلَّقها تزوَّجَتْ برجل آخَرَ، وجلسَتْ مع زوجها الثاني يأكلان الطعام، وكان أمامَهما دَجاجة. فطرَق البابَ طارقٌ مسكين، فقال لها الرجل: خُذِي هذه الدجاجة، وتصدَّقي بها على هذا المسكين، فأخذَتْها وأعطَتْها للمسكين، ورجَعَتِ المرأة تبكي إلى زوجها. فقال لها زوجُها: لماذا تبكين؟ أتبكين لأنَّنا تصدَّقنا بدجاجة؟! فقالت له: لا، إنني أبْكي لشيء عجيب؛ أتَدرِي مَنِ السائل؟ إنَّه زوْجي الأول، فقال لها: أتعْلمين مَن أنا؟ أنا السائل الأوَّل! [الأنترنت – موقع الألوكة - خذوا العبرة من أصحاب الجنة - د. محمد جمعة الحلبوسي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم