أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والثلاثون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والثلاثون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *فوائد مستنبطة من قول الله عز وجل: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [إبراهيم: 34]، وقوله عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]. في هاتين الآيتَين الكريمتين تَنبيهٌ على جملة من الفوائد، كما ذكَر أهلُ العلم رحمهم الله، ومنها: 1) أنَّ النِّعَم كلها هي من الله عزَّ وجلَّ وحده لا أحد سواه. 2) إرشاد العِباد إلى طلَب النِّعَم والتزوُّد منها من الله عزَّ وجلَّ لا من أحدٍ سواه. 3) أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أسبغ على جميع خلقه وعباده هذه النِّعَم ظاهرةً وباطنة. 4) أنَّه لا سبيل له إلى ضَبط أجناس هذه النِّعم، فضلًا عن أنواعها أو عن أفرادها، ويَكفي أنَّ مِن بعض أنواعه نِعمة النَّفَس التي لا تَكاد تَخطر ببال العبد؛ فإنَّ له عليه في كل يوم وليلة: أربعة وعشرين ألف نِعمة، فإنَّه يتنفَّس في اليوم والليلة أربعة وعشرين ألف نفَسٍ، وكل نفَس نِعمةٌ منه عزَّ وجلَّ، فإذا كان أدنى نِعمة عليه في كلِّ يوم أربعة وعشرين ألف نِعمة؛ فما الظنُّ بما فوق ذلك وأعظم منه؟! 5) أنَّ النِّعمة من جِنس الإحسان؛ بل هي الإحسانُ، والله عزَّ وجلَّ إحسانه على البَرِّ والفاجِر، والمؤمِن والكافِر، وأمَّا الإحسان المطلَق، فهو للَّذين: ﴿ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128] 6) أنَّ هذه النِّعَم ليس لأحدٍ - كائنًا مَن كان - أن يحصيها غير اللهِ؛ لكثرتها عليهم، وجهلِهم بها. 7) أنَّ دخول الجمْعِ يشعِر بالتحديد والتقييد بعدَد، وإفرادُه يشعِر بالمسمَّى مطلقًا من غير تحديدٍ؛ فالإفرادُ هنا أكمَل وأكثر معنًى من الجمْع، وهذا بَديع جدًّا؛ أن يكون مدلول المفرد أكثر من مدلول الجمْعِ؛ ولهذا كان قوله عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ أعمَّ وأتمَّ معنًى من أن يقال: وإن تَعدوا نِعَم الله لا تُحصوها. 8) أنَّ هذه النِّعَم غير متناهية؛ ومنها الظَّاهرة ومنها الباطِنة، ومنها الجليَّة ومنها الخفيَّة، ومنها المجملة ومنها المفصَّلة. 9) أنَّ هذه النِّعمة عامَّة ليس لأحد أن ينزِلَها على نِعمةٍ دون الأخرى؛ لأنَّ {نِعْمَة} هنا مُفرد، والمفرد إذا كان اسمَ جنسٍ وأُضيف إلى معرفة فإنَّه يعمُّ؛ كما قرَّر ذلك أهلُ الأصول وغيرهم. 10) وبهذا نَعلم أنَّ كلَّ ما ذكَره أهلُ العلم، أو قاله المفسِّرون، هو من قَبيل التمثيل لا الحصر. 11) تدبير بدَن الإنسان على الوجْه الملائمِ؛ ليتسنَّى له التنعُّم بهذه النِّعم؛ لأنَّه لو ظهَر في بدَنه أدنى خلَل وأيسَر نقص، لنغَّص عليه هذه النِّعَم، وتمنَّى أن ينفِق الدنيا - لو كانت في ملكِه - حتى يَزول عنه ذلك الخلَل. 12) الحثُّ على التفكُّر والتدبُّر في تلك النِّعَم الكثيرة والمتنوعة، التي لا نَستطيع إحصاءها، ولا نطيق عدَّ أنواعها، فضلًا عن أفرادها 13) التنبيه إلى الشُّكر وبيان أهميَّتِه، وأنَّه من أعظم الأسباب - إن لم يكن أعظمها - لاستدامَةِ النِّعَم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم