أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان :*التحذير من السآمة من النعم والتسبب بتبدلها بأضدادها اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا واشكروا نعمة الله عليكم، واتقوا وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، واصبروا، وناصحوا من ولاه الله أمركم، وادعوا له توفقوا، وتعاونوا على البر والتقوى، وتناهوا عن الإثم والعدوان، وتناصحوا فيما بينكم، وتسامحوا وتصافحوا، ترحموا وتنصروا وتجبروا وتخصبوا وترزقوا. فإن أصابكم شيء من هم أو نقص في رزق، أو فوات محبوب، أو تعسر مطلوب، فاصدقوا التوبة، والهجوا بالاستغفار، وأكثروا وأخلصوا لله تعالى في الدعاء من غير إثم ولا اعتداء، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وإن لله تعالى الحكمة فيما يجريه على عبده من القدر والقضاء، فإنه تعالى يقضي بالحق، ويفعل ما يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ذلكم لأن قدره وقضاءه سبحانه في ملكه وعباده كله حق، وهو دائر بين الفضل على من أطاعه واتقاه، والعدل فيمن كذبه وعصاه، فإن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجراً عظيماً. إنه مهما ينزل بالعبد المؤمن أو المجتمع المسلم من شدة أو نكبة، فإن الله تبارك وتعالى قد ابتلى من نزلت له ليظهر صبره وشكره، وإن الله تبارك وتعالى جاعل بعدها فرجاً، فإنه لن يغلب عسر يسرين، فإنه ما من عسر ينزل بأحد إلا وهو مسبوق يسر وملحوق بيسر فاصبروا عند النكبات، واحتسبوا عند المصيبات، وانتظروا الفرج عند الشدائد، قال تعالى في محكم الآيات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:200]. إن للنكبات نهايات، وإن في المصيبات خلفاً وتعويضات، وإن للنوازل والشدات بعد نزولها إقلاعات، فينبغي لكل مؤمن من شخص أو جماعة إذا أصيب بشيء من هذه الأمور أن يسلم لله في القدر، ويصبر على المقدور، وأن يفعل ما أمره الله به عند ذلك، وأن يحسن الظن بالله تعالى عند ذلك، فإن حسن الظن بالله عند هذه الأحوال من عزائم الأمور، وأن يلح على الله تعالى بالدعاء، ويعظم الرجاء، بأن يعقب اللطف القضاء، فذلكم شأن كل صبار شكور، وأن ينتظر أوان اليسر والفرج مما نزل من المكروه، فإن للنوازل نهايات لابد أن تنقضي مدتها حتى يفلح العبد بالمحبوب عند نهايتها، وإن في استعجال رفعها أو المبادرة إلى دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها وثقل تبعتها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا*وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا*وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا*وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا*ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء:66-70]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم