أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثلاثون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان :*التحذير من السآمة من النعم والتسبب بتبدلها بأضدادها أحسنوا جوار نعم الله تعالى بذكرها وشكرها، والاعتراف له سبحانه بها، واستعمالها فيما يرضيه، والنأي بها بالصبر والحذرمن استعمالها في معاصيه، فإنه قلما نفرت النعم وفرت من أهل بيت ومجتمع فعادت إليه، وتلكم سنة لله تعالى في الأمم والشعوب مطردة لا تتأخر ولا تتبدل، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم:7]، وكم ذكر الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله، وصادق قيله، من أمة أنعم الله عليها بجلائل من نعمه وسوابغ من فضله، فلم يعترفوا لله بها، ولم يحسنوا جوارها، بل سئموها وملوها، وتعاطوا أسباب زوالها، وفرارها، إذ لم يصبروا عليها ويشكروها، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [النحل:112،113]، وفي نبأ عاد وثمود ومدين وبني إسرائيل وسبأ معتبر ومزدجر لمن إدكر. واعتبروا بحال أمم معاصرة، ولدياركم مجاورة، وأبصاركم إليهم ناظرة، كانوا في نعم أمان واجتماع، وسداد أو قوام من العيش من غير انقطاع كيف تسببوا في إسقاط ولايتهم، وتفرق كلمتهم، وزوال أمنهم، ونغص معيشتهم، فصاروا بين تقتيل وتشريد، وتحزب وتشرذم، وفتنة تموج بهم كما يموج البحر، حتى صاروا في غابة من البلاء وشماتة الأعداء، حتى تراحم عليهم الأعداء، ولم يتراحم منهم الفرقاء، فصاروا في كل لحظة في فاجعة، وفي كل يوم يترقبون مصيبة موجعة، فاعتبروا يا أولي الألباب والنهى، واتعظوا بما وعظكم الله به من نبأ الكافرين للنعم من المتقدمين، وبما تشاهدون من زوال النعم عن المتسببين في زوالها من المعاصرين، فإن السعيد من وعظ بغيره، وإن الشقي من وعظ بنفسه، وقد أبلغ في الإعذار من تقدم بالإنذار. كم في أبدانكم من نعم العقول والأسماع والأبصار، وكم في بيوتكم وبين ظهرانيكم من نعم الله السابغة الغزار، وكم في مرابعكم من خدمات الماء والصرف، والإنارة والاتصال، والأمن على الأنفس، والأعراض، والثروات، والوظائف والممتلكات، أمن في البيوت، وأمن في الطرق، وأمن في المنتجعات، وأمن في مواضع العبادات والاجتماعات، واجتماع الكلمة، وتوفر أسباب التواصل والمودة، كل أحد منكم في شأنه، وفي أنس مع أحبابه وإخوانه، فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون، واشكروا نعمة الله عليكم إن كنتم إياه تعبدون. أكثروا من حمد الله وشكره على نعمه، فإنه سبحانه يحب أن يشكر ويحمد، فإنكم إن شكرتم الله فزاكم، فقولوا: اللهم لك الحمد شكراً، ولك المن فضلاً، ألا إنه ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله، إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها، وما أنعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان حمده لله عليها أعظم منها، وأبقى ذخراً للعبد كائنة ما كانت، ومن أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها ونماءها فليقل: ما شاء الله تبارك الله، لا قوة إلا بالله، قال تعالى: ﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف:39] الآية. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم