أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والثلاثون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *إذا لم تشكر النعمة قلبها الله عذابا قال الحسن البصري: "إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة". من العبادات العظيمة التي ينعم الناس بثمرتها في العاجل والآجل: شكر الله تعالى على ما أولى من نعم، والشكر نصف الدين كما قال جماعة من السلف، وقد امتلأ كتاب ربنا بالأمر به، فما من آية ختمت بقول منزلها: {لعلكم تشكرون} أو: {ولعلكم تشكرون}، إلا وهي آمرة به. وهذه رسالة في بعض المسائل المتعلقة به. معنى الشكر: خير ما قيل في تعريف الشكر: عرفان الإحسان. وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع. وقال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة (مدارج السالكين [2/ 244]). وهذا يدل على أن للشكر ثلاثة أركان وهي : أ- الاعتراف بالنعمة بقلبه. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر»، قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا" (مسلم). ب- التحدث بها والثناء على المنعم. قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]. ت- تسخيرها في طاعة مسديها والمنعم بها. قال تعالى: {اعملوا آل داود شكر} [سبأ من الآية:13]. ومعنى الآية: يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره ولذا قال الشاعر: أفَادَتْكُمُ النّعْمَاء منِّي ثَلاثةً *** يدِي، ولَسَاني، وَالضَّمير المُحَجَّبَا قال أبو عبد الرحمن الحُبلي: "الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله شكر. وأفضل الشكر الحمد" (رواه ابن جرير). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم