أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : * الشكر خير عيش السعداء الشكر خير عيش السعداء، لم يترقوا إلى أعلى المنازل إلا بشكرهم، ولمّا كان الإيمان نصفين، نصفٌ شكر ونصفٌ صبر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وآثر نجاتها وسعادتها. الشكر خير عيش السعداء، لم يترقوا إلى أعلى المنازل إلا بشكرهم، ولمّا كان الإيمان نصفين، نصفٌ شكر ونصفٌ صبر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وآثر نجاتها وسعادتها. تعريف الشكر الشكر لغةً: الاعتراف بالإحسان، شكرت الله- شكرت لله- شكرت نعمة الله. فالشكر في اللغة هو ظهور أثر الغذاء في جسم الحيوان، والشكور من الدواب ما يكفيه العلف القليل أو الذي يسمن على العلف القليل. والشكر خلاف الكفر. والشكر: الثناء على المحسن بما أولاه من معروف، والشكران خلاف الكفران. اشتكرت السماء أي اشتد وقع مطرها. واشتكر الضرع أي امتلأ لبنًا. والشكر الزيادة والنماء. والشكر في الاصطلاح: ظهور أثر النعم الإلهية على العبد في قلبه إيمانًا، وفي لسانه حمدًا وثناءً، وفي جوارحه عبادة وطاعة، ويكون القليل من النعمة مستوحيًا الكثير من الشكر فكيف إذا كانت النعم كثيرة؟، ومن العباد من هو شاكر ومنهم من هو كافر. شكرت له، يتعدى باللام، وكفرت به؛ يتعدى بالباء!، ولابن القيم نكتة طريفة في هذا فيقول: "المشكور في الحقيقة هي النعمة وهي مضافة إلى المنعم لذلك تقول شكرت له فيتعدى باللام، أما الكفر ففيه تكذيب وجحد بالنعمة لذلك قالوا كفر بالله وكفر بنعمته وكفر بآلائه فلذلك تعدى بالباء". هذا الشكر له مقامات عظيمة في الدين: 1-قرن الله ذكره بشكره وكلاهما المراد بالخلق، والأمر والصبر خادم لهما ووسيلة إليهما وعونًا عليهما، فقد قرن الله الشكر بالذكر فقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]. 2- قرن الشكر بالإيمان، وأنه لا غرض له في عذاب الخلق إذا قالوا آمنا {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء:147]، أي وفيتم حقه وما خلقتم من أجله وهو الشكر بالإيمان. 3- أهل الشكر هم المخصوصين بمنته عليهم من بين عباده فقال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام:53]. 4- قسم الناس إلى شكور وكفور فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهل الكفر وأحب الأشياء إليه الشكر وأهل الشكر {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان:3] 5- يبتلي عباده ليستخرج الشكور فقال تعالى على لسان سليمان عليه السلام: {هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل:40] 6- وعد الشاكرين بالزيادة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} {إبراهيم:7]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم