أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والعشرون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والعشرون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *أقسام الخلق في شكر النعمة ثلاثة: الشكر بالجوارح: وهي ما سوى القلب واللسان من جوارح، فما من عمل يعمله ابن آدم من الطاعات والعبادات إلا وهو شاكر فيه لنعم ربه سبحانه وتعالى. والخلاصة في الشكر بالجوارح؛ العمل الصالح، فعند بلوغ الأربعين {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَأَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف:15]، فسأل الله العمل الصالح عقب سؤاله التوفيق على شكر نعمته يعني أن الشكر باللسان وحده لا يكفي. ومن وسائل الشكر بالجوارح «إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ. فمَن كبَّرَ اللهَ، وحَمِدَ اللهَ، وهَلَّلَ اللهَ، وسَبَّحَ اللهَ، واستَغفرَ اللهَ، وعزَلَ حَجرًا عَن طريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا من طريقِ النَّاسِ، وأمرَ بمَعروفٍ، أو نَهي عن منكرٍ، عدَدَ تلكَ السِّتِّينَ والثلاثمائةِ السُّلامَى. فإنَّه يَمشي يومَئذٍ وقد زَحزَحَ نفسَه عنِ النَّارِ» (صحيح مسلم:1007)، فكيف يؤدي شكر 360 مفصل؟، كل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وعدد المفاصل 360 إذا شكرها المرء، والصدقات كثيرة جمعها ابن رجب في شرحه الأربعين النووية [الصدقات البدنية - المالية - الخبرة من تعليم صنعة أو تصنع لأخرق - التفهيم – التعليم – الوقت – الجاه...]، فذو القرنين مثلًا علم شعبًا جاهلً صناعة السدود حتى تقيهم شر أعدائهم. المقصود أن المسلم عليه أن يشكر ربه بجوارحه بسائر أنواع الصدقات وكل معروف صدقة ولا يغني شكر يوم عن يوم آخر. وليس هناك تعارض بين شكر الله وشكر الناس، لأن الله أمر بشكر الناس، وهو سبحانه الذي أرشدنا إلى شكر الناس إذا صنعوا لنا معروفًا أن نكافئهم وأولهم الوالدين {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان:14]، «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» [صحيح ابن حبان:3407]، فليس شكر المخلوق قادحًا في شكر الخالق بل المشكلة فيمن يشكر المخلوق ولا يشكر الخالق وهذه هي المصيبة، وهناك فرق بين شكر العبد وشكر الرب، فشكر الرب فيه خضوع وذل وعبودية ولا يجوز لشكر العبد أن تعبده وإنما تعطيه شيء مقابل شيء، وتدعو له وتثني عليه. شكر الله أيضًا يختلف عن شكر الناس من جهة العبودية والدرجة ومافيه من أنواع الطاعات له سبحانه وتعالى، والإنسان الذي لا يشكر الناس إنسان لئيم وحريٌ به أن لا يشكر الله. والنعم تزيد بالشكر وتحفظ من الزوال بالشكر {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7]، {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء:32].[ الأنترنت – موقع أعمال القلوب – الشكر - خالد أبو شادي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم