أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والعشرون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والعشرون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*الشكرنصف العبادة النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رُفعت مائدته قال: «الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفور، الحمد لله ربنا غير مكفي ولا مودّع ولا مستغنٍ ربنا» (صحيح البخاري:5459). وكذلك من شكر النعم المتجددة أنك تسجد سجود الشكر، وفي ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أمر فسرّ به فخرّ لله ساجدًا، وأبو بكر لما جاءه قتل مسيلمة المرتد الذي ألب عليه العرب وأشد الناس على المسلمين خرّ لله ساجدًا، وعلي رضي الله عنه لما رأى ذا الثدية في الخوارج أسود مخدّج مقطوع اليد عند العضد مثل حلمة المرأة، وأنه علامة وآية أنه سيقاتل الخوارج أمرهم فبحثوا في جثث القتلى وأخرجوه؛ سجد علي رضي الله عنه شكرًا لله. وكعب بن مالك سجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما بشر بتوبة الله عليه. والسنة لم ترد بسجود الشكر يوميًا لكنها وردت في النعم المتجددة والتي تذكر بالنعمة المستديمة، ولأن هذه النعم المتجددة العظيمة لها وقع في النفوس والقلوب أعلق بها وأهنأ، والإنسان يُعزّى بفقدها فإن ما توجبه من فرح النفس وانبساطها والذي يدفع الأشر والبطر عند نزول النعمة فجأة. ومن النعم المتجددة كما يقول أحد السلف: "بشّرت الحسن بموت الحجاج وهو مختفٍ فخرّ لله ساجدًا،فموت ظالم نعمة و ولادة مولود، وجاء الخبر في الانتصار". قال ابن القيم: "الدين نصفان، نصف شكر ونصف صبر، فهو قاعدة كل خير، والشكر مما يحبه الله فهو يحب أن يُشكر عقلاً وشرعاً وفطرةُ"، فوجوب شكره أظهر من كل واجب، وقد فاوت الله بين عباده بالنسبة للنعم الظاهرة والباطنة وفي خلقهم وأخلاقهم و أديانهم وأرزاقهم ومعايشهم. لذلك فقد روى الإمام أحمد في كتاب الزهد: "قال موسى هلاّ سويت بين عبادك قال إني أحببت أن أشكر"، فالتفاوت بين العباد يؤدي إلى الشكر. وقد تنازع أهل العلم بين الفقير الصابر والغني الشاكر، أيهما أفضل في كلام طويل، والظاهر أن كل واحد في حق صاحبه أفضل، فالشطر في حق الغني أفضل والصبر في حق الفقير أفضل. خالد أبو شادي طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة[ الأنترنت – موقع أعمال القلوب - الشكر] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم