أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *الشكرنصف العبادة قال ابن القيم: "الدين نصفان، نصف شكر ونصف صبر، فهو قاعدة كل خير، والشكر مما يحبه الله فهو يحب أن يُشكر عقلاً وشرعاً وفطرةُ" ، من الأشياء التي تؤدي إلى الشكر: 1-أنك تنظر إلى من هو دونك، قال صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله» (صحيح الترمذي:2513) فمما يحفظ العبد من ترك الشكر عندما ينظر إلى من هو فوقه أن هذه قسمة الله {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام:165]. 2- أن يعلم العبد أنه مسئول عن النعمة {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر:8]، ومحاسب عليها حتى الماء البارد، ومن نوقش الحساب عُذِّب. والله رضي لنا أن نستمتع وأن نشكر{كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة:60]، {كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]، فلا يمكن أن يكون الشكر بتحريم الحلال وهذا من مباديء الصوفية، فالله رضي لنا أن نستخدم النعم المباحات ونشكره عليها سبحانه وتعالى، ولو كان شرطًا في الانتفاع بالنعمة أداء ثمنها شكرًا؛ ما وفّت كل أعمال العباد ولا على نعمة واحدة «أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي» (صحيح البخاري:6306)، فتشكر الله وتعترف بالنعم وتستغفر من التقصير بشكر النعمة. فالحل أن نستخدم النعم فيما يرضي الله ونثني عليه ونشكره ونستغفره من التقصير في الشكر وهو تعالى رضي منا بهذا، وقد جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تفطرت قدماه وتشققت قيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (صحيح البخاري :6471). فتشكر الله على المغفرة. ومن الوسائل أن ندعو الله أن يعيننا على الشكر «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» (صحيح ابن حبان:2020)، قالها لمعاذ، وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المال نتخذ؟ فلفت نظرهم صلى الله عليه وسلم فقال: «ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا ولسانًا ذاكرًا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر دينه ودنياه» (صحيح الجامع:5355). قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى على العبد أن يأكل الاكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» (صحيح مسلم:2734). قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله ليمتع بالنعمة ماشاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابًا ولهذا كانوا يسمون الشكر(الحافظ) لأنه يحفظ النعم الموجودة و(الجالب) لأنه يجلب النعم المفقودة". هكذا يحفظ ويحصّل من علو منزلة الشكر وعظمه عند الله، ولا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد قيد النعم، فهو يقيد النعمة ألا تنقلب ولا تهرب. قال عمر بن عبد العزيز: "قيدوا نعم الله بشكر الله"، والشكر مع المعافاة عند بعض أهل العلم أعظم من الصبر على الابتلاء. فقال مطرف بن عبد الله: "لأن أعافي فأشكر أحبُّ إليّ من أن أُبتلى فأصبر". فإذا رزقت الشكر على النعمة فإن هذا لا يقل عن الصبر على المصيبة. وقال الحسن:" أكثروا من ذكر هذه النعم فإن ذكرها شكر، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يحدث بنعمة ربه {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، والله يحب من عبده أن يرى عليه أثر نعمته، فإن ذلك شكرها بلسان الحال". إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم