أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العشرون بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العشرون بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان :*قواعد في الشكر هذا من فضل الله ورحمته، فالشكر يحافظ على بقاء النعم، ثم لا يكتفي بذلك فقط بل يزيدها، فهل بعد هذا البيان عذر في التقصير؟! أم هل هناك مُبرِّر للتقاعس وعدم النفير؟! فإن هذا مما يستنهض الهمم، ويجعلها تعرف قدر عبادة الشكر وتقدِّره قدره. يقول الله عز وجل: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل من الآية:18]، فلو مكث أحدنا عُمره ليَعدَّ نعم الله عداً فقط بدون أن يشكرها فإنه لا يُحصيها فمتى وكيف يشكرها؟! ونظراً لأهمية هذا الموضوع وتقصيرنا فيه، فالواجب أن يتكاتف الجميع بالحض والتذكير، ويتسابقون نحوه بالجد والتشمير، فالشكر عبادة جليلة قال الله عن أهلها: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ من الآية:13]. فهلّا حدثت نفسك بأن تكون من هذا القليل! لم لا! والله جلّ جلاله هو الغني الحميد، المستحق للحمد والثناء والتمجيد، جلّ ثناؤه وتقدست أسماؤه. لذا فقد جمعت هنا طائفة من الآيات والآثار، ونتف من الأقاويل والأخبار، في شكل يسير ومبسط، ليسهل حفظها وتذكرها وتطبيقها بشكل عملي، علنا أن نشكر الله عز وجل بقدر ما نستطيع كما قال سليمان التيمي: "إن الله أنعم على العباد على قدره، وكلفهم الشكر على قدرهم" ا.هـ. القاعدة الأولى: الشكر قيد النعم. فمن كان ذا مال أو صحة أو مكانة أو نحوها، فليُحِطْها بسياج الشكر، وليدفع عن حياضها بسلاحه، وليعلم بأنها لن تبقى إذا لم يُؤدِّ حق الله فيها، فإذا أردنا المحافظة على نعمة وبقاؤها، فعلينا بالشكر فإنه "قيدُ النعم" كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله. القاعدة الثانية: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم من الآية:7]. وهذا من فضل الله ورحمته، فالشكر يحافظ على بقاء النعم، ثم لا يكتفي بذلك فقط بل يزيدها، فهل بعد هذا البيان عذر في التقصير؟! أم هل هناك مُبرِّر للتقاعس وعدم النفير؟! فإن هذا مما يستنهض الهمم، ويجعلها تعرف قدر عبادة الشكر وتقدِّره قدره. قال ابن القيم: "والشكر معه المزيد أبداً لقوله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، فمتى لم تر حالك في مزيد فاستقبل الشكر" ا. هـ. فمن لم يلمس الزيادة في إيمانه وعبادته، فليُراجع نفسه، ومن لم ير البركة في ماله وعياله، فليًراجع نفسه، فإن الله وعد الشاكر بالمزيد، والله لا يُخلِف الميعاد. القاعدة الثالثة: احذر الاستدراج. قال أبو حازم: "إذا رأيتَ الله عز وجل سابغ نعمه عليك وأنتَ تعصيه فاحذره" ا. هـ. وذلك حين ترى زيادة النعم وإسباغها بدون شكر لله عز وجل. فهذه علامةُ خطرٍ ينبغي الوقوف عندها، كما قال الله عز وجل: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ . نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:55-56]. ولذا فسّر سفيان ابن عيينه قول الله عز وجل: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف من الآية:182]، قال: "نُسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر ا. هـ ، نعوذ بالله من ذلك. القاعدة الرابعة: "كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية". كما قال ذلك أبو حازم رحمه الله تعالى، وقال الحسن رحمه الله: "إن الله ليُمتِّع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر قلبها عليهم عذابًا". هـ. وانقلاب النعمة عذاباً مما نراه في واقعنا، فكم رأينا صاحب المال يعذب بماله، وذا العيال يشتكي من عقوق أبنائه، وصاحب المنصب والجاه ينكوي بلظى النعيم الذي يراه الناس يتقلَّب فيه. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم